وقفات اُخرى عند هذه الآیات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
المجاهدون السابقونسورة آل عمران / الآیة 149 ـ 151

ثمّ إن فی هذه الآیات نقاطاً هامة اُخرى جدیرة بالتوجه والإلتفات نشیر إلیها فیما یلی:

الصبر ـ کما أشرنا إلیه سابقاً ـ یعنی الثبات والصمود، ولهذا جاء فی هذه الآیة فی مقابل «الضعف والإستکانة» کما ویدل على ذلک کون الصابرین فی ردیف المحسنین إذ قال فی الآیة الاُولى: (والله یحبّ الصابرین ) وقال فی الآیة الثالثة (والله یحبّ المحسنین ) وهو إشعار بأنّ الإحسان لا یمکن إلاّ بالثبات والصمود والصبر، لأنّ المحسن تواجهه آلاف المشاکل، فإذا لم یکن مزوداً بالصمود والصبر والثبات والإستقامة لم یمکنه الاستمرار فی عمله، بل سرعان ما یترکه فی خضم المشکلات.

إنّ المجاهدین الحقیقیین هم الذین لا ینسبون سبب الهزیمة إلى غیرهم، أو یسندونها إلى عوامل وأسباب خیالیة ووهمیة، بل یبحثون عنها فی نفوسهم وذواتهم، ویحاولون ـ بصدق ـ التخلص منها من خلال تصحیح الأخطاء، وترمیم الثغرات، بل لا یتلفظون بکلمة الهزیمة، إنّما یعبرون عنها بالإسراف، والإفراط غیر المبرر، تماماً على العکس منّا الیوم حیث

نسعى غالباً لأن نتجاهل هزائمنا بالمرة، وأن ننسبها إلى عوامل خارجیة لا تمت إلى ذواتنا بصلة، ولا ترتبط بسلوکنا وأفکارنا، ولهذا فإننا لا نفکر فی إصلاح الأخطاء، وإزالة نقاط ضعفنا.

لقد عبرت الآیة الثالثة عن الجزاء الدنیوی بثواب الدنیا، ولکنها عبرت عن الجزاء الأخروی بحسن ثواب الآخرة، وهذه إشارة إلى أنّ ثواب الآخرة یختلف عن ثواب الدنیا اختلافاً کلیاً، لأنّ ثواب الدنیا مهما یکن فهو ممزوج بالفناء والعدم، ویقترن ببعض المنغصات والمکروهات الذی هو من طبیعة الحیاة الدنیا، فی حین أنّ ثواب الآخرة حسن کلّه، إنّه خیر خالص لا فناء فیه ولا عناء، ولا إنقطاع فیه ولا انتهاء، ولا کدورات فیه ولا منغصات، ولا متاعب ولا مزعجات.

 

المجاهدون السابقونسورة آل عمران / الآیة 149 ـ 151
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma