المجاهدون السابقون

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 146 ـ 148 وقفات اُخرى عند هذه الآیات

بعد استعراض حوادث معرکة «اُحد» فی الآیات السابقة، جاءت الآیات الحاضرة لتحث المسلمین على التضحیة والثبات وتشجعهم وتثبّتهم بذکر تضحیات من سبقوهم من أصحاب الرسل الماضین وأتباعهم المؤمنین الصادقین الأبطال، وتوبّخ ضمناً اُولئک الذین فرّوا فی «اُحد» وحدّثوا أنفسهم بما حدّثوا إذ یقول سبحانه: فی الآیة الاُولى من هذه الآیات: (وکأیّن (1) من نبىّ قاتل معه ربّیّون (2) کثیر فما وهنوا لما أصابهم فی سبیل الله ) فأنصار الأنبیاء إذا واجهوا المصاعب والجراحات والشدائد فی قتالهم الأعداء لم یشعروا بالضعف والهوان أبداً، ولم یخضعوا للعدو أو یستسلموا له، ومن البدیهی أنّ الله تعالى یحب مثل هؤلاء الأشخاص الذین یثبتون ویصبرون فی القتال (وما ضعفوا وما استکانوا والله یحبّ الصابرین ).

 

فهؤلاء عندما کانوا یواجهون المشاکل بسبب بعض الأخطاء أو العثرات وعدم الإنضباط لم یفکروا فی الإستسلام للأمر الواقع، أو یحدثوا أنفسهم بالفرار أو الإرتداد عن الدین والعقیدة بل کانوا یتضرّعون إلى الله یطلبون منه الصبر والثبات، والعون والمدد ویقولون (وما کان قولهم إلاّ أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فی أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الکافرین ).

إنّهم بمثل هذا التفکر الصحیح والعمل الصالح کانوا یحصلون على ثوابهم دون تأخیر، وهو ثواب مزدوج، أمّا فی الدنیا فالنصر والفتح، وأمّا فی الآخرة فما أعد الله للمؤمنین المجاهدین الصادقین: (فآتاهم الله ثواب الدنیا وحسن ثواب الآخرة ).

ثمّ إنّه سبحانه یعد هؤلاء ـ فی نهایة هذه الآیة ـ من المحسنین إذ یقول: (والله یحبّ المحسنین ).

وبهذا النحو یبین القرآن درساً حیاً للمسلمین الحدیثی العهد بالإسلام، من حیاة الاُمم السابقة وسلوکهم مع أنبیائهم، وکیفیة تعاملهم مع المشکلات الطارئة، وکیفیة التغلب علیها، وهو درس من شأنه أن یربّیهم ویعدّهم للحوادث المستقبلة، والمعارک القادمة.


1. «کأیّن» أی ما أکثر، ویقال أنّها اسم مرکب ـ أصلاً ـ من کاف التشبیه وأی الاستفهامیة فظهرتا فی صورة الکلمة الواحدة التی فقد عندها معنیا الجزئین، واکتسبت معنى جدیداً هو «ما أکثر».
2. «ربیون» جمع «ربى» وزان «على» یطلق على من اشتد إرتباطه بالله عزّوجلّ، ویکون مؤمناً عالماً، صامداً مخلصاً.

 

سورة آل عمران / الآیة 146 ـ 148 وقفات اُخرى عند هذه الآیات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma