السباق فی مضمار السعادة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 133 ـ 136 هل الجنّة والنار موجودتان الآن؟

بعد أن هددت الآیات السابقة العصاة وتوعدتهم بالعذاب والجحیم، وبشّرت الأبرار المطیعین بالرحمة الإلهیّة وشوقتهم إلیها جاءت الآیة الاُولى من هذه الآیات تشبّه سعی المطیعین واجتهادهم بالسباق، والمسابقة المعنویة التی تهدف الوصول إلى الرحمة الإلهیّة، والنعم والعطایا الربانیة الخالدة (وسارعوا إلى مغفرة من ربکم ).

(وسارعوا ) تعنی تسابق اثنین أو أکثر للوصول إلى هدف معین فیحاول کلّ واحد ـ باستخدام المزید من السرعة ـ أن یسبق صاحبه ومنافسه وهو أمر مندوب فی الأعمال والأخلاق الصالحة، ومقبوح مذموم فی الأفعال السیئة والأخلاق القبیحة.

إنّ القرآن الکریم یستفید هنا ـ فی الحقیقة ـ من نقطة نفسیة هی أنّ الإنسان لا یؤدّی عمله بسرعة فائقة إذا کان بمفرده، وکان العمل من النوع الروتینی، أمّا إذا اتخذ العمل طابع المسابقة والتنافس الذی یستعقب جائزة قیمة ومکافأة ثمینة نجده یستخدم کلّ طاقاته، ویزید من سرعته لبلوغ ذلک الهدف، ونیل تلک الجائزة.

 

ثمّ إذا کان الهدف المجعول فی هذه الآیة هو «المغفرة» فی الدرجة الاُولى فلأن الوصول إلى أی مقام معنوی لا یتأتى بدون المغفرة والتطهر من أدران الذنوب، فلابدّ إذن من تطهیر النفس من الذنوب أولاً، ثمّ الدخول فی رحاب القرب الإلهی، ونیل الزلفى لدیه.

هذا هو الهدف الأول.

وأمّا الهدف الثانی لهذا السباق المعنوی العظیم فهو «الجنّة» التی یصرح القرآن الکریم أن سعتها سعة السماوات والأرض (وجنة عرضها السماوات والأرض ).

ثمّ إنّ هناک تفاوتاً قلیلاً بین هذه الآیة وبین الآیة 21 من سورة الحدید (سابقوا إلى مغفرة من ربّکم وجنة عرضها کعرض السماء والأرض ).

ففی هذه الآیة ذکرت لفظة «المسابقة» مکان «المسارعة» کما ذکرت السماء بصورة المفرد المصدّر بألف ولام الجنس الذی یفید العموم.

کما استعمل هنا کاف التشبیه فیکون معنى هذه الآیة هو أنّ سعة الجنّة مثل سعة السماء والأرض، ومعنى الآیة المبحوثة هنا هو أنّ سعة الجنّة هی سعة السماوات والأرض فیکون المعنیان سواء.

ثم إنّه سبحانه یختم الآیة الحاضرة بقوله (أعدّت للمتّقین ) فهذه الجنّة العظیمة الموصوفة بتلک السعة قد أعدّت للذین یتقون الله ویخشونه ویجتنبون معاصیه ویمتثلون أوامره.

وینبغی أنّ نعلم أنّ المراد بالعرض هنا لیس هو الطول والعرض الهندسی بل المراد ـ کما علیه أهل اللغة ـ هو السعة.

وهنا سؤالان:

أولاً: هل الجنّة والنار مخلوقتان وموجودتان بالفعل، أم أنّهما توجدان فیما بعد على أثر أعمال الناس؟

ثانیاً: إذا کانت الجنّة والنار موجودتین فعلاً فأین تقعان، وقد قال سبحانه بأنّ عرض الجنّة عرض السماوات والأرض؟

 

سورة آل عمران / الآیة 133 ـ 136 هل الجنّة والنار موجودتان الآن؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma