هنا لابدّ من الإشارة ـ قبل أی شیء ـ إلى مجموعة الحوادث التی وقعت فی هذه الغزوة، فإنّه یستفاد من الروایات والنصوص التاریخیة الإسلامیة، أنّ قریشاً لما رجعت من بدر إلى مکّة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر، لأنّه قتل منهم سبعون شخصاً وأسر سبعون
شخصاً، وقال أبو سفیان: یا معشر قریش لا تدعوا نساءکم یبکین على قتلاکم فإنّ الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والعداوة لمحمّد (صلى الله علیه وآله) وأخذ أبو سفیان على نفسه العهد على أن لا یقرب فراش زوجته ما لم ینتقم لقتلى بدر.
وهکذا ألّبت قریش الناس على المسلمین وحرکتهم لمقاتلتهم وسرت نداءات «الإنتقام الإنتقام» فی کلّ نواحی مکّة.
وفی السنة الثالثة للهجرة عزمت قریش على غزو النّبی، وخرجوا من مکّة فی ثلاث آلاف فارس وألفی راجل، مجهزین بکلّ ما یحتاجه القتال الحاسم، وأخرجوا معهم النساء والأطفال والأصنام، لیثبتوا فی ساحات القتال.