التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 121 ـ 122 1 ـ سبب الغزوة أحد

من هنا تبدأ الآیات التی نزلت حول واحدة من أهم الأحداث الإسلامیة ألا وهی معرکة «اُحد» لأنّ القرائن التی توجد فی الآیتین الحاضرتین یستفاد منها أنّ هاتین الآیتین نزلتا بعد معرکة اُحد، وتشیر إلى بعض وقائعها المرعبة، وعلى هذا أکثر المفسّرین.

فی البدء تشیر الآیة الاُولى إلى خروج النّبی (صلى الله علیه وآله) من المدینة لاختیار المحل الذی یعسکر فیه عند «اُحد» وتقول: (وإذا غدوت من أهلک تبوىء المؤمنین مقاعد للقتال ).

أی واذکر عندما خرجت غدوة من المدینة تهیىء للمؤمنین مواطن للقتال لغزوة «اُحد».

ولقد کانت بین المسلمین فی ذلک الیوم آراء مختلفة وکثیرة ـ کما ستعرفها قریباً ـ حول الموطن الذی ینبغی أن یعسکر فیه المسلمون، بل وکیفیة مقابلة الأعداء القادمین، وأنّه یتعیَّن علیهم أن یتحصنوا بالمدینة، أم یخرجوا إلیهم ویحاربوهم خارجها.

ولقد کان هناک خلاف شدید فی الرأی بین المسلمین فی هذه الاُمور، فاختار النّبی (صلى الله علیه وآله)بعد المشاورة رأی الأغلبیة، والتی کانت تتألف ـ فی الأکثر من الشباب المتحمسین، وهو الخروج من المدینة ومقاتلة العدو خارجها، بعد الاستقرار عند جبل «اُحد».

ومن الطبیعی أن یکون هناک بین المسلمین من کان یخفی أشیاء واُموراً یحجم عن الإفصاح بها لعلل خاصّة، ومن الممکن أن تکون عبارة (والله سمیع علیم ) ناظرة إلى هذه الاُمور المکنونة، فهو سبحانه سمیع لما یقولون، علیم بما یضمرون.

ثمّ إنّ الآیة الثانیة تشیر إلى زاویة اُخرى من هذا الحدث إذ تقول: (وإذ همت طائفتان

منکم أن تفشلا والله ولیهما وعلى الله فلیتوکل المؤمنون ).

والطائفتان کما یذکر المؤرخون هما «بنو سلمة» من الأوس و«بنو حارثة» من الخزرج.

فقد صممت هاتان الطائفتان على التساهل فی أمر هذه المعرکة والرجوع إلى المدینة، وهمتا بذلک.

وقد کان سبب هذا الموقف المتخاذل هو أنّهما کانتا ممّن یؤید فکرة البقاء فی المدینة ومقاتلة الأعداء داخلها بدل الخروج منها والقتال خارجها، وقد خالف النّبی هذا الرأی، مضافاً إلى أنّ «عبدالله بن أبی سلول» الذی التحق بالمسلمین على رأس ثلاثمائة من الیهود عاد هو وجماعته إلى المدینة، لأنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) عارض بقاءهم فی عسکر المسلمین، وقد تسبب هذا فی أن تتراجع الطائفتان المذکورتان عن الخروج مع النّبی وتعزما على العودة إلى المدینة من منتصف الطریق.

ولکن یستفاد من ذیل الآیة أنّ هاتین الطائفتین عدلتا عن هذا القرار، واستمرتا فی التعاون مع بقیة المسلمین، ولهذا قال سبحانه (والله ولیهما وعلى الله فلیتوکل المؤمنون )یعنی أنّ الله ناصرهما فلیس لهما أن تفشلا إذا کانتا تتوکلان على الله بالإضافة إلى تأییده سبحانه للمؤمنین.

ثمّ لابدّ من التنبیه إلى نقطة هامة وهی أن ذکر هذه المقاطع من غزوة «أحد» بعد الآیات السابقة التی تحدثت عن لزوم عدم الوثوق بالکفّار، إشارة إلى نموذج واحد من هذه الحقیقة، لأنّ النّبی ـ کما أسلفنا وکما سیأتی تفصیله ـ لم یسمح ببقاء الیهود ـ الذین تظاهروا بمساعدة المسلمین ـ فی المعسکر الإسلامی، لأنّهم کانوا أجانب على کلّ حال، ولا یمکن السماح لهم بأن یبقوا بین صفوف المسلمین فیطلعوا على أسرارهم فی تلک اللحظات الخطیرة، وأن یکونوا موضع إعتماد المسلمین فی تلک المرحلة الحساسة.

 

سورة آل عمران / الآیة 121 ـ 122 1 ـ سبب الغزوة أحد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma