الیهود والمصیر الخطیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
التّفسیرالیهود والمسکنة الدائمة

إنّ الآیات المذکورة وإن لم تصرح بإسم الیهود ولکن من خلال القرائن الموجودة فی هذه الآیة والآیات السابقة وکذا بقرینة الآیة 61 من سورة البقرة ونظائرها ممّا صرّح فیه بإسم الیهود یستفاد أن قوله تعالى: (ضربت علیهم الذلة أین ما ثقفوا إلاّ بحبل من الله وحبل من الناس ) یرتبط بالیهود، ویعنیهم.

ففی هذا المقطع من الآیة یقول سبحانه: أنّ أمام الیهود طریقین یستطیعون بهما أن یتخلصوا من لباس الذلة:

إمّا أن یعودوا إلى الله، ویعقدوا حبلهم بحبله، وإمّا أن یتمسکوا بحبل من الناس، ویعتمدوا على هذا وذاک، ویعیشوا ذیولاً وأتباعاً للآخرین.

وتعنی لفظة «ثقفوا» المأخوذة من «ثقف» على وزن «سقف». الحذق فی إدراک الشیء ، والظفر به بمهارة.

ویقصد القرآن من ذلک: أنّ الیهود أینما وجدوا فإنّهم یوجدون وقد ختموا بخاتم الذلة على جباههم مهما حاولوا اخفاء ذلک ـ وکان ذلک هی الصفة البارزة لهم بسبب مواقفهم المشینة من تعالیم السماء، ورسالات الأنبیاء العظام، إلاَّ إذا عادوا إلى منهج السماء، أو استعانوا بهذا أو ذاک من الناس لتخلیصهم من هذا الذل. وإنقاذهم من هذا الهوان.

وأمّا التعبیر بـ (حبل من الله وحبل من الناس ) وإن ذهب المفسّرون فیه إلى احتمالات عدیدة، بید أن ما قد ذکر آنفاً یمکن أن یقال بأنّه أنسب إلى الآیة من بقیة الاحتمالات، لأنّه عندما یوضع «حبل الله» فی قبال «حبل من الناس» یتبین أن هناک معنى متقابلاً متفاوتاً لهما لا أنّ الأول بمعنى الإیمان بالله، والثانی بمعنى العهد المعطى لهم من جانب المسلمین على وجه الأمان والذمة.

وعلى هذا تکون خلاصة المفهوم من هذه الآیة هی: إنّ على الیهود أن یعیدوا النظر فی برنامج حیاتهم، ویعودوا إلى الله، ویمسحوا عن أدمغتهم کلّ الأفکار الشیطانیة، وکلّ النوایا الشریرة، ویطرحوا النفاق والبغضاء للمسلمین جانباً، أو أن یستمروا فی حیاتهم النکدة المزیجة بالنفاق، مستعینین بهذا أو ذاک. فأمّا الإیمان بالله والدخول تحت مظلته وفی حصنه الحصین، وأمّا الاعتماد على معونة الناس الواهیة والاستمرار فی الحیاة التعسة.

 

التّفسیرالیهود والمسکنة الدائمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma