7 ـ الفرقة بعد الإتحاد من شیم النصارى والیهود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
6 ـ الأمر بالمعروف غیر العنفسورة آل عمران / الآیة 106 ـ 107

تقتضی أهمیّة الوحدة أن یرکز القرآن الکریم ویؤکد علیها مرّة بعد اُخرى، ولذا یذّکر بأهمیّة الإتحاد، ویحذر من تبعات الفرقة والنفاق وآثارها المشؤومة، بقوله (ولا تکونوا کالّذین تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البیّنات ).

إنّ هذه الآیة تحذر المسلمین من أن یتبعوا ـ کالأقوام السابقة مثل الیهود والنصارى ـ سبیل الفرقة والاختلاف بعد أن جاءتهم البینات وتوحدت صفوفهم علیها، فیکسبوا بذلک العذاب الألیم.

إنّه فی الحقیقة یدعو المسلمین إلى أن یعتبروا بالماضی، ویتأملوا فی حیاة السابقین، وما آلوا إلیه من المصیر المؤلم، بسبب الإختلاف والتشتت.

إنّها لفتة تاریخیة من شأنها أن توقفنا على ما ینتظر کلّ اُمة من سوء العواقب إذا هی سلکت سبیل النفاق، وتفرقت بعد ما توحدت، وتشتّتت بعد ما تجمعت.

إنّ إصرار القرآن الکریم فی هذه الآیات على إجتناب الفرقة والنفاق إنما هو تلمیح إلى أنّ هذا الأمر سیقع فی المجتمع الإسلامی مستقبلاً، لأنّ القرآن لم یحذّر من شیء أو یصر على شیء إلاَّ وکان ذلک إشارة على وقوعه فی المستقبل.

ولقد تنبأ الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) بهذه الحقیقة وأخبر المسلمین عنها، بصراحة إذ قال: «إن أمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعین فرقة، وافترقت أمة عیسى بعده على اثنتین وسبعین فرقة، وأن أمتی ستفترق بعدی على ثلاث وسبعین فرقة» (1) .

والظاهر أنّ عدد 70 إشارة إلى الکثرة فهو عدد تکثیری، لا عدد إحصائی، فالروایة تعنی أنّ فرقة واحدة فقط بین الیهود والنصارى هی المحقّة الناجیة، وفرقاً کثیرة فی النار، وهکذا الحال فی المسلمین وربّما یزداد عدد إختلافات المسلمین على ذلک.

ولذا أشار القرآن الکریم بما أخبر الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) أیضاً إلى ما یقع بین المسلمین بعد وفاته من الاختلاف والفرقة، والخروج عن الطریق المستقیم الذی لا یکون إلاَّ طریقاً واحداً، والانحراف عن جادة الحقّ فی العقائد الدینیة، بل ویذهب المسلمون ـ فی هذا الاختلاف ـ إلى حد تکفیر بعضهم بعضاً، وشهر السیوف، والتلاعن والتشاتم، وهدر النفوس، واستحلال الدماء والأموال، بل ویبلغ الاختلاف بینهم أن یلجأ بعض المسلمین إلى الکفّار، وإلى مقاتلة الأخ أخاه.

وبهذا تتبدل الوحدة التی کانت من أسباب تفوّق المسلمین السابقین ونجاحهم إلى النفاق والاختلاف والتشرذم والتمزق، وتنقل حیاتهم السعیدة إلى حیاة شقیّة، وتحلّ الذلة محل العزّة، والضعف مکان القوة وتتبدد العظمة السامیة، وینتهی المجد العظیم.

أجل إنّ الذین یسلکون سبیل الاختلاف بعد الوحدة، والفرقة بعد الإتحاد سیکون لهم عذاب ألیم.

(وأولئک لهم عذاب عظیم ).

إنّه لیس من شکّ فی أن نتیجة الاختلاف والفرقة لن تکون سوى الذلة والإنکسار، فذلک هو سر سقوط الاُمم وذلتها، إنّه الاختلاف والتشتت، والنفاق والتدابر.

إنّ المجتمع الذی تحطمت وحدته بسبب الفرقة، وتفتّت تماسکه بسبب الاختلاف، سیتعرض ـ لا محالة ـ لغزو الطامعین، وستکون حیاته عرضة لأطماع المستعمرین، بل ومسرحاً لتجاوزاتهم، وما أشد هذا العذاب، وما أقسى هذه العاقبة؟ أجل تلک هی عاقبة النفاق والاختلاف فی الدنیا.

وأما عذاب الآخرة فهو ـ کما وصفه الله تعالى فی القرآن الکریم ـ أشد وأخزى. فذلک هو ما ینتظر المفرّقین المختلفین، وذلک هو ما یجب أن یتوقعه کلّ من حبّذ النفاق على الإتفاق، والتدابر على التآلف، والتشتت على الاجتماع... خزی فی الدنیا، وعذاب أخزى فی الآخرة.


1. نقلت هذه الروایة بطرق مختلفة عن الشیعة والسنة وأمّا کتب الشیعة التی نقلت هذه الروایة فهی: الخصال، ومعانی الأخبار، والاحتجاج، وأمالی الصدوق، وأصل سلیم بن قیس، وتفسیر العیاشی، وأما الکتب السنیة فهی تفسیر الدرّ المنثور، وجامع الأصول، والملل والنحل.

 

6 ـ الأمر بالمعروف غیر العنفسورة آل عمران / الآیة 106 ـ 107
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma