الدعوة إلى التقوى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولالدعوة إلى الإتحاد

فی الآیة الاُولى من هاتین الآیتین دعوة إلى التقوى لتکون التقوى مقدمة للإتحاد والتآخی.

وفی الحقیقة أن الدعوة إلى الإتحاد دون أن تستعین هذه الدعوة وتنبع من الجذور الخلقیة والاعتقادیة، دعوة قلیلة الأثر، إن لم تکن عدیمة الأثر بالمرّة، ولهذا یرکز الاهتمام فی هذه الآیة على معالجة جذور الاختلاف، وإضعاف العوامل المسببة للتنازع فی ضوء الإیمان والتقوى، ولهذا توجه القرآن بالخطاب إلى المؤمنین فقال (یا أیّها الّذین آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته ).

یبقى أن نعرف أنّه قد وقع کلام کثیر بین المفسّرین حول المراد من قوله تعالى (حق تقاته ) ولکن ممّا لا شکّ فیه أن «حق التقوى» یعد من أسمى درجات التقوى وأفضلها لأنّه یشمل اجتناب کلّ إثم ومعصیة، وکلّ تجاوز وعدوان، وإنحراف عن الحقّ.

ولذا نقل عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) کما فی تفسیر الدرّ المنثور ، وعن الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) کما فی تفسیر العیّاشی ومعانی الأخبار ـ فی تفسیر قوله: (حق تقاته ) أنّهما قالا: «أن یطاع فلا یعصى، ویذکر فلا ینسى (ویشکر فلا یکفر)». (1)

ومن البدیهی أنّ القیام بهذا الأمر کغیره من الأوامر الإلهیّة، یرتبط بمدى قدرة الإنسان واستطاعته ولهذا لا تنافی بین هذه الآیة التی تطلب حقّ التقوى وأسمى درجاته والآیة 16 من سورة التغابن التی تقول: (فاتقوا الله ما استطعتم ) فالکلام حول المنافاة بین الآیتین وادعاء نسخ إحداهما بالاُخرى ممّا لا أساس له مطلقاً، ولا داعی له أبداً.

على أنّه لیس من شکّ فی أنّ الآیة الثانیة تعتبر تخصیصاً ـ فی الحقیقة ـ لمفاد الآیة الاُولى وتقییداً بالاستطاعة والقدرة، وحیث إنّ لفظة النسخ کانت ـ عند القدماء ـ تطلق على التخصیص، لذلک من الممکن أن یکون المراد من قول القائل بأنّ الآیة الثانیة ناسخة للاُولى هو کونها مخصصة للاُولى لا غیر.

ثمّ إنّه بعد أن أوصى جمیع المؤمنین بملازمة أعلى درجات التقوى إنتهت الآیة بما یعتبر تحذیراً ـ فی حقیقته ـ للأوس والخزرج وغیرهم من المسلمین فی العالم، تحذیراً مفاده: أنّ مجرد إعتناق الإسلام والانضمام إلى هذا الدین لا یکفی، إنّما المهم أن یحافظ المرء على إسلامه وإیمانه واعتقاده إلى اللحظة الأخیرة من عمره وحیاته، فلا یبدد هذا الإیمان بإشعال الفتن وإثارة نیران البغضاء أو بالانسیاق وراء العصبیات الجاهلیة الحمقاء، والضغائن المندثرة فتکون عاقبته الخسران، وضیاع کلّ شیء ولهذا قال سبحانه: (ولا تموتنّ إلاَّ وأنتم مسلمون ).


1. شرح نهج البلاغة، لابن ابى الحدید، ج 11، ص 185; وبحارالانوار، ج 67، ص 291.

 

سبب النّزولالدعوة إلى الإتحاد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma