4 ـ أهمیّة الحجّ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
3 ـ مزایا الکعبة وفضائلهاسورة آل عمران / الآیة 98 ـ 101

وللتأکید على أهمیّة الحجّ قال سبحانه فی ذیل الآیة الحاضرة (ومن کفر فإن الله غنىّ عن العالمین ) أی أنّ الذین یتجاهلون هذا النداء، ویتنکرون لهذه الفریضة، ویخالفونها لا یضرون بذلک إلاَّ أنفسهم لأن الله غنی عن العالمین، فلا یصیبه شیء بسبب إعراضهم ونکرانهم وترکهم لهذه الفریضة.

إنّ لفظة «کفر» تعنی فی الأصل الستر والإخفاء وأمّا فی المصطلح الدینی فتعطی معنى أوسع، فهی تعنی کلّ مخالفة للحقّ وکل جحد وعصیان سواء فی الاُصول والاعتقاد، أو فی الفروع والعمل، فلا تدلّ کثرة استعمالها فی الجحود الاعتقادی على انحصار معناه فی ذلک، ولهذا استعملت فی «ترک الحجّ».

ولذلک فسّر الکفر فی هذه الآیة عن الإمام الصادق (علیه السلام) بترک الحجّ (1) .

وبعبارة اُخرى أن للکفر والإبتعاد عن الحق ـ تماماً مثل الإیمان والتقرب إلى الحقّ ـ مراحل ودرجات، ولکلّ واحدة من هذه المراحل والدرجات أحکام خاصة بها، وفی ضوء هذه الحقیقة یتضح الحال بالنسبة لجمیع الموارد التی استعملت فیها لفظة الکفر والإیمان فی الکتاب العزیز.

فإذا وجدنا القرآن یستعمل وصف الکفر فی شأن آکل الربا (کما فی الآیة 275 من سورة البقرة) وکذا فی شأن السحرة (کما فی الآیة 102 من نفس السورة) ویعبر عنهما بالکافر، کان المراد هو ما ذکرناه، أی إنّ الربا والسحر إبتعاد عن الحقّ فی مرحلة العمل.

وعلى کلّ حال فإنه یستفاد من هذه الآیة أمران:

الأوّل: الأهمّیة الفائقة لفریضة الحجّ، إلى درجة ان القرآن عبر عن ترکها بالکفر، ویؤید ذلک ما رواه الصدوق فی کتاب «من لا یحضره الفقیه» من أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) قال لعلی (علیه السلام):

«یا علی إنّ تارک الحجّ وهو مستطیع کافر یقول الله تبارک وتعالى: (ولله على الناس حجّ البیت من استطاع إلیه سبیلاً ومن کفر فإن الله غنىّ عن العالمین ); یا علی; من سوف الحجّ حتى یموت بعثه الله یوم القیامة یهودیاً، أو نصرانیاً» (2) .

الثانی: إنّ هذه الفریضة الإلهیة المهمّة ـ مثل بقیة الفرائض والأحکام الدینیة الاُخرى ـ شرعت لصلاح الناس، وفرضت لفرض تربیتهم، وإصلاح أمرهم وبالهم أنفسهم فلا یعود شیء منها إلى الله سبحانه أبداً، فهو الغنی عنهم جمیعاً.


1. التهذیب، ج 5، ص 18; وتفسیر الصافی، ج 1، ص 362.
2. من لایحضره الفقیه، ج 4، ص 368، (باب النوادر). 

 

3 ـ مزایا الکعبة وفضائلهاسورة آل عمران / الآیة 98 ـ 101
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma