التوبة الباطلة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 92

(إنّ الذین کفروا بعد إیمانهم ثمّ ازدادوا کفراً لن تُقبل توبتهم وأولئک هم الضّالّون ).

کان الکلام فی الآیات السابقة یدور حول الذین یندمون حقّاً على إنحرافهم عن طریق الحقّ فیتوبون توبةً صادقة، فی هذه الآیة یدور الکلام على الذین لن تُقبل توبتهم، وهم الذین آمنوا أوّلاً، ثمّ إرتدّوا وکفروا، وأصرّوا على کفرهم، ورفضوا الإنصیاع لأوامر الله، حتى إذا اشتدّ علیهم الأمر اضطرّوا إلى العودة للإسلام إنّ الله لن یقبل توبة هؤلاء، لأنّهم لن یتّخذوا باختیارهم خطوة فی سبیل الله، بل هم مجبرون على إظهار الندم والتوبة بعد رؤیتهم انتصار المسلمین، لذلک فتوبتهم ظاهریة ولن تُقبل.

وثمّة إحتمال آخر فی تفسیر هذه الآیة هو: أنّ أمثال هؤلاء الأشخاص عندما یرون أنفسهم على أعتاب الموت ونهایة العمر قد یندمون ویتوبون حقّاً، غیر أنّ توبتهم لن تُقبل، لأنّ وقت التوبة یکون قد إنتهى، کما سیأتی شرحه، وهذا نظیر قوله تعالى فی الآیة 18 من سورة النساء: (ولیست التوبة للّذین یعملون السّیّئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّی تبت الآن ).

وقیل: من المحتمل أن یکون معنى الآیة: إنّ التوبة عن الذنوب العادیة فی حال الکفر لن تقبل. أی إذا أصرّ أحدهم على المضی فی طریق الکفر، ثمّ تاب عن ذنوب معیّنة کالظلم والغیبة وأمثالهما، فإنّ توبته هذه لا طائل وراءها ولن تُقبل، وذلک لأنّ غسل التلوّث الظاهر عن الروح والنفس، مع بقاء التلوّث الأعمق فی الباطن، لا فائدة منه.

لابدّ أن نضیف هنا أنّ التفاسیر المذکورة آنفاً لا تعارض بینها، وقد تشملها الآیة جمیعاً، وإن یکن التفسیر الأوّل أقرب إلى الآیات السابقة وإلى سبب نزول هذه الآیة.

وفی الآیة الثانیة یقول تعالى:

(إنّ الذین کفروا وماتوا وهم کفّار فلن یُقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به ).

تخصّ الآیة اُولئک الذین یقضون أعمارهم کافرین فی هذه الدنیا، ثمّ یموتون وهم على تلک الحال، یقول القرآن، بعد أن اتّضح لهؤلاء طریق الحقّ، یسیرون فی طریق الطغیان والعصیان، وهم فی الحقیقة لیسوا مسلمین، ولن یُقبل منهم کلّ ما ینفقونه، ولیس أمامهم أیّ طریق للخلاص، حتى وإن أنفقوا ملء الأرض ذهباً فی سبیل الله.

من الواضح أنّ القصد من القول بإنفاق هذا القدر الکبیر من الذهب إنّما هو إشارة إلى بطلان إنفاقهم مهما کثر، لأنّه مقرون بتلوّث القلب والروح بالعداء لله، وإلاَّ فمن الواضح أنّ ملء الأرض ذهباً یوم القیامة لا یختلف عن ملئها تراباً، إنّما قصد الآیة هو الکنایة عن أهمیّة الموضوع.

أمّا بشأن مکان هذا الإنفاق، أفی الدنیا أم فی الآخرة؟ فقد ذکر المفسّرون لذلک احتمالین إثنین، ولکن ظاهر الآیة یدلّ على العالم الآخر، أی کانوا کافرین (وماتوا وهم کفّار )، فلو کانوا یملکون ملء الأرض ذهباً، وظنّوا أنّهم بالاستفادة من هذا المال، کما هی الحال فی الدنیا، یستطیعون أن یدرأوا العقاب عن أنفسهم، فهم على خطأ فاحش، إذ أنّ هذه الغرامة المالیة والفدیة لیست قادرة على التأثیرفی ما سیواجههم من عقاب، وفی الواقع فإن مضمون هذه الآیة یشبه قوله تعالى فی الآیة 15 من سورة الحدید: (فالیوم لا یؤخذ منکم فدیة ولا من الذین کفروا ).

وفی الختام یشیر إلى نکتة اُخرى فی المقام ویقول: (اُولئک لهم عذاب ألیم وما لهم من ناصرین ).

لاشکّ فی أنّهم سینالون عقاباً شدیداً مؤلماً، ولن یکون بإستطاعة أحد أن ینتصر أو یشفع لهم، لأنّ الشفاعة لها شرائط، وأهمها الإیمان بالله، ولهذا السبب فلو أن جمیع الشفعاء اجتمعوا لإنقاذ أحد الکفّار من عذاب النار لم تقبل شفاعتهم. وأساساً، بما أنّ الشفاعة بإذن الله، فإنّ الشفعاء لا یشفعون أبداً لمثل هؤلاء الأفراد غیر اللائقین للشفاعة، لأنّ الشفاعة تحتاج إلى قابلیة المحل، والإذن الإلهی لایشمل الأفراد غیر اللائقین.

 

سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 92
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma