التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولهل تقبل توبة المرتد؟

کان الکلام فی الآیات السابقة عن أنّ الدین الوحید المقبول عند الله هو الإسلام، وفی هذه الآیات یدور الحدیث حول من قبلوا الإسلام ثمّ رفضوه وترکوه، ویسمى مثل هذا الشخص «مرتد» تقول الآیة:

(کیف یهدی الله قوماً کفروا بعد إیمانهم وشهدوا أنّ الرسول حقّ وجاءهم البیّنات ).

فالآیة تقول: إنّ الله لا یعین أمثال هؤلاء الأشخاص على الإهتداء، لماذا؟ لأنّ هؤلاء قد عرفوا النبیّ بدلائل واضحة وقبلوا رسالته، فبعدولهم عن الإسلام أصبحوا من الظالمین والشخص الذی یظلم عن علم واطلاع مسبق غیر لائق للهدایة الإلهیّة: (والله لا یهدی القوم الظالمین ).

المراد من «البینات» فی هذه الآیة القرآن الکریم وسائر معاجز النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، والمراد من «الظالم» هو من یظلم نفسه بالمرتبة الأولى، ویرتد عن الإسلام وفی المرتبة الثانیة یکون سبباً فی إضلال الآخرین، ثمّ تضیف الآیة:

(اُولئک جزاؤهم أنّ علیهم لعنة الله والملائکة والناس أجمعین ).

عقاب أمثال هؤلاء الأشخاص الذین یعدلون عن الحقّ بعد معرفتهم له، کما هو مبیّن فی الآیة، أن تلعنهم الملائکة وأن یلعنهم الناس.

«اللعن» فی الأصل الطرد والإبعاد على سبیل السخط، من هنا فلعن الله هو إبعاد الشخص عن رحمته، أمّا لعن الملائکة والناس فقد یکون السخط والطرد المعنوی، وقد یکون الطلب من الله تعالى بإبعادهم عن رحمته فهؤلاء الأشخاص یکونون فی الواقع غارقین فی الفساد والإثم إلى درجة أنّهم یصبحون مورد استنکار کلّ عاقل هادف فی العالم، من البشر کان أم من الملائکة.

(خالدین فیها لا یخفّف عنهم العذاب ولا هم یُنظرون ).

تُضیف الآیة هنا أنّهم فضلاً عن کونهم موضع لعن عام، فإنّهم سیبقون فی هذا اللعن إلى الأبد، فهم فی الواقع کالشیطان الخالد فی اللعن الأبدی.

ولاشکّ أنّ نتیجة ذلک هو أن یکونوا فی عذاب شدید ودائم بغیر تخفیف ولا إمهال.

وفی آخر آیة تفتح طریق العودة أمام هؤلاء الأفراد، وتدعوهم للتوبة، لأنّ هدف القرآن هو الإصلاح والتربیة، ومن أهم الطرق لذلک هو فتح باب العودة للمذنبین والملوثین کیما تتاح لهم الفرصة لجبران ما فرط منهم، فتقول:

(إلاَّ الذین تابوا من بعد ذلک وأصلحوا فإنّ الله غفور رحیم ).

إنّ هذه الآیة مثل الکثیر من آیات القرآن، وبعد الإشارة إلى التوبة ـ تشیر إلى التکفیر عن الذنوب السابقة وبجملة «وأصلحوا» تبیّن أنّ التوبة لا تعنی مجرّد الندم على ما مضى والعزم على تجنّب إرتکاب الذنوب فی المستقبل، بل شرط قبولها هو أن یمحو التائب بأعماله الصالحة فی المستقبل جمیع أعماله القبیحة الماضیة.

لذلک نجد فی کثیر من الآیات أنّ التوبة یرافقها العمل الصالح، مثل: (إلاَّ من تاب وآمن وعمل صالحاً ) (1) وإلاَّ فإنّ التوبة لن تکون کاملة، فهؤلاء إن فعلوا ذلک نالوا رحمة الله ومغفرته (فإنّ الله غفور رحیم ).

بل إنّه یستفاد من هذه الآیة أنّ الذنب عبارة عن نقص فی الإیمان، وأنّه بعد التوبة یقوم الشخص التائب بتجدید الإیمان لیتطهر من هذا النقص.


1. مریم، 60.

 

سبب النّزولهل تقبل توبة المرتد؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma