بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
المیثاق المقدسسورة آل عمران / الآیة 83 ـ 85

هل هذه الآیة مقصورة على بشارة الأنبیاء السابقین ومیثاقهم بالنسبة لنبیّ الإسلام (صلى الله علیه وآله)، أم أنّها تشمل کلّ نبیّ یبعث بعد نبیّ قبله؟

یظهر من الآیة أنّها تعبّر عن مسألة عامّة، وإن کان خاتم الأنبیاء مصداقها البارز، کما أنّ هذا المعنى الواسع یتّسق مع روح مفاهیم القرآن، لذلک إذا ما رأینا فی بعض الأخبار أنّ المقصود هو نبیّ الإسلام الکریم، فما ذلک إلاَّ من قبیل تفسیر الآیة وتطبیقها على أجلى مصادیقها، ولیس لأنّ المعنى جاء على سبیل الحصر.

 

ینقل الفخر الرازی فی تفسیره عن الإمام علی (علیه السلام) قال: «إنّ الله تعالى ما بعث آدم (علیه السلام) ومن بعده من الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام إلاَّ أخذ علیهم العهد لئن بعث محمّد علیه الصلاة والسلام وهو حی، لیؤمننّ به ولینصرنّه» (1) .

بعد أخذ مضمون الآیة بنظر الاعتبار، یبرز هذا السؤال: أیمکن أن یظهر نبیّ من اُولى العزم فی زمان نبیّ آخر من اُولی العزم حتى یتبعه؟

یمکن القول فی جواب هذا السؤال: إنّ المیثاق لم یؤخذ من الأنبیاء وحدهم، بل ومن أتباعهم أیضاً، کما قلنا فی تفسیر الآیة، والواقع أنّ القصد من أخذ المیثاق من الأنبیاء وأخذه من اُممهم والأجیال التی تولد بعدهم وتدرک عصرالنبیّ التالی، کما أنّ الأنبیاء أنفسهم یؤمنون أیضاً إذا أدرکوا ـ فرضاً ـ عهدالأنبیاء التالین، أی إنّ أنبیاء الله لا ینفصلون إطلاقاً فی أهدافهم وفی دعوتهمولا صراع أو خلاف بینهم. (2)

والقول الأخیر بشأن هذه الآیة هو أنّها وإن تکن بخصوص الأنبیاء، فهی تصدق طبعاً بحقّ خلفائهم أیضاً، إذ أنّ خلفائهم الصادقین لا ینفکّون عنهم، وهم جمیعاً یسعون لتحقیق هدف واحد، ولذلک کان الأنبیاء یعیّنون خلفائهم، ویبشّرون الناس بهم ویدعونهم إلى الإیمان بهم وشدّ أزرهم.

ولئن وجدنا بعض الروایات الواردة فی تفاسیرنا لهذه الآیة وکتب أحادیثنا بشأن نزول عبارة «ولتنصرنّه» فی علی (علیه السلام) وأنّها تشمل قضیة الولایة، إنّما هو إشارة إلى هذا المعنى.

ولابدّ أن نشیر إلى أنّ هذه الآیة ـ من حیث ترکیبها النحوی ـ کانت موضع بحث بین المفسّرین ورجال الأدب.

التعصّب المقیت، یحدّثنا التاریخ أنّ أتباع دین من الأدیان لا یتخلّون بسهولة عن دینهم ولا یستسلمون للأنبیاء الجدد المبعوثین من قبل الله، بل یتمسّکون بدینهم القدیم تمسّکاً جافّاً جامداً، ویدافعون عنه کأنّه جزء من وجودهم، ویرون ترکه إبادة لقومیّتهم.

لذلک یشقّ علیهم القبول بالدین الجدید، إنّ منشأ الکثیر من الحروب الدینیة التی وقعت على امتداد التاریخ ـ وهی من أفظع حوادث التاریخ ـ هو هذا التعصّب الجاف والجمود على الأدیان القدیمة.

 

غیر أنّ قانون الإرتقاء والتکامل یقول: هذه الأدیان یجب أن تأتی الواحد تلو الآخر، وتتقدّم بالبشریة فی سیرها نحو معرفة الله والحقّ والعدالة والإیمان والأخلاق والإنسانیة والفضیلة، حتى تصل إلى الدین النهائی، خاتم الأدیان، کالطفل الذی یتدرّج فی مراحل الدراسة ویطویها الواحدة بعد الاُخرى حتى یتخرّج من الکلیّة والجامعة.

فإذا أحبّ التلامیذ جوّ مدرستهم الإبتدائیة ذلک الحبّ الذی یربطهم بمدرستهم إلى درجة أنّهم یرفضون الإنتقال إلى المدرسة الثانویة، فبدیهیّ أن لا یکون نصیب هؤلاء سوى التخلّف عن رکب السائرین نحو التقدّم والإرتقاء.

إنّ إصرار الآیة علىأخذ المیثاق والعهد المؤکّد من الأنبیاء والاُمم الماضیة نحو الأنبیاء التالین لهم قد یکون من أجل اجتناب أمثال هذا التعصّب والجمود والعناد.

ولکنّ الذی یؤسف له أنّنا ـ بعد کلّ هذا التأکید ـ ما زلنا نرى أتباع الأدیان القدیمة لا یسلّمون بسهولة أمام الحقائق الجدیدة، سوف نشرح إن شاء الله فی تفسیر الآیة 40 من سورة الأحزاب کیف یکون الإسلام آخر الأدیان وخاتمها ولماذا؟


1. التفسیر الکبیر، ج 8، ص 115; وبحارالانوار، ج 11، ص 13.
2. کان قد یتفق فی القرون السائدة وجود عدّة أنبیاء فی عصر واحد، وأُمر أحدهما أن یقبل بنبوّة الآخر وأن یعلموا جمیعاً على توحید الکلمة.

 

المیثاق المقدسسورة آل عمران / الآیة 83 ـ 85
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma