کما أنّ آیة المباهلة تفید بأنّ أبناء البنت یعتبرون أبناء أبیها أیضاً، بخلاف ما کان سائداً فی الجاهلیة فی اعتبار أبناء الإبن فقط هم أبناء الجد، إذ کانوایقولون:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا *** بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد (1)
هذا اللون من التفکیر کان من بقایا التقالید الجاهلیة الخاطئة التی لم تکن ترى المرأة عضواً من أعضاء المجتمع، بل کانت تنظر إلیها على أنّها وعاء لنموّ الأبناء فقط، وترى أنّ النسب یلحق بالآباء لا غیر. یقول شاعرهم:
وإنّما اُمّهات الناس أوعیة *** مستودعات وللأنساب آباء (2)
غیر أنّ الإسلام قضى على هذا اللون من التفکیر، وساوى بین أبناء الابن وأبناء البنت.
نقرأ فی الآیة 84 و85 من سورة الأنعام بشأن أبناء إبراهیم: (من ذرّیته داود وسلیمان وأیّوب ویوسف وموسى وهارون وکذلک نجزی المحسنین * وزکریّا ویحیى وعیسى وإلیاس کلّ من الصالحین ).
فالمسیح عیسى بن مریم (علیه السلام) عدّ هنا من أبناء إبراهیم (علیه السلام) مع أنّه کان ابناً من جهة البنت.
الأحادیث والروایات الواردة عن طریق الشیعة والسنّة بشأن الحسن والحسین (علیهما السلام)تشیر إلى کلّ منهما بـ «ابن رسول الله (صلى الله علیه وآله)» کراراً.
وفی الآیات التی تحرّم الزواج ببعض النساء نقرأ: (وحلائل أبنائکم ). (3) یتّفق علماء الإسلام على أن الرجل یحرم علیه الزواج من زوجة ابنه وزوجة حفیده سواء أکان من جهة الابن أم البنت، باعتبار شمولهم بالآیة المذکورة.