الانتخاب الإلهی لمریم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 42 ـ 43 سورة آل عمران / الآیة 44

بعد الإشارات العابرة إلى مریم فی الآیات السابقة التی دارت حول عمران وزوجته، هذه الآیة تتحدّث بالتفصیل عن مریم.

تقول الآیة إنّ الملائکة کانوا یکلّمون مریم: (وإذ قالت الملائکة یا مریم إنّ اللّه اصطفاک وطهّرک واصطفاک عیل نساء العالمین ). (1)

ما أعظم هذا الإفتخار بأن یتحدّث الإنسان مع الملائکة ویحدثونه، وخاصة إذا کانت المحادثة بالبشارة من الله تعالى باختیاره وتفضیله، کما فی مورد مریم بنت عمران، فقد بشرتها الملائکة بأن الله تعالى قد إختارها من بین جمیع نساء العالم وطهّرها وفضلها بسبب تقواها وإیمانها وعبادتها.

والجدیر بالذکر أن کلمة «اصطفاک» تکررت مرتین فی هذه الآیة، ففی المرّة الاُولى کانت لبیان الاصطفاء المطلق، وفی الثانیة إشارة إلى أفضلیّتها على سائر نساء العالم المعاصرة لها.

هذا یعنی أن مریم کانت أعظم نساء زمانها، وهو لا یتعارض مع کون سیّدة الإسلام فاطمة الزهراء (علیها السلام) سیّدة نساء العالمین، فقد جاء فی أحادیث متعدّدة عن رسول الله (صلى الله علیه وآله)والإمام الصادق (علیه السلام) قولهما: «أمّا مریم فکانت سیّدة نساء زمانها، أمّا فاطمة فهی سیّدة نساء العالمین من الأوّلین والآخرین» (2) .

 

کما أنّ کلمة «العالمین» لا تتعارض مع هذا الکلام أیضاً، فقد وردت هذه الکلمة فی القرآن وفی الکلام العام بمعنى الناس الذین یعیشون فی عصر واحد، کما جاء بشأن بنی إسرائیل (وأنّی فضّلتکم على العالمین ) (3) . فلا شکّ أنّ تفضیل مؤمنی بنی إسرائیل کان على أهل زمانهم.

(یا مریم اقنتی لربّک واسجدى وارکعى مع الرّاکعین ).

هذه الآیة تکملة لکلام الملائکة مع مریم، فبعد أن بشّرها بأنّ الله قد اصطفاها، قالوا لها: الآن اشکری الله بالرکوع والسجود والخضوع له اعترافاً بهذه النعمة العظمى.

نلاحظ هنا أنّ الملائکة یصدرون إلى مریم ثلاثة أوامر:

الأول: القنوت أمام الله، والکلمة ـ کما سبق أن قلنا ـ تعنی الخضوع ودوام الطاعة.

الثانی: السجود، الذی هو أیضاً دلیل الخضوع الکامل أمام الله.

والثالث: الرکوع، وهو أیضاً خضوع وتواضع.

أمّا القول: (وارکعی مع الراکعین ) فقد یکون إشارة إلى صلاة الجماعة، أو طلب إلتحاقها بجموع المصلّین الراکعین أمام الله، أی إرکعی مع عباد الله المخلصین الذین یرکعون لله.

فی هذه الآیة، الإشارة إلى السجود تسبق الإشارة إلى الرکوع، ولیس معنى هذا أنّ سجودهم قبل رکوعهم فی صلاتهم، بل المقصود هو أداء العبادتین دون أن یکون القصد ذکر ترتیبهما، کما لو کنّا نطلب من أحدهم أن یصلّی، وأن یتوضّأ، وأن یتطهّر، إذ یکون قصدنا أن یقوم بکلّ هذه الاُمور وإنّ العطف بالواو لا یقتضی الترتیب، ثمّ إنّ الرکوع والسجود أصلاً بمعنى التواضع والخضوع، وما حرکتا الرکوع والسجود المألوفان سوى بعض مصادیق ذلک.


1. المراد من طهارة مریم (علیها السلام) طهارتها من العادة الشهریة وأن تکون فی خدمة «بیت المقدّس» أو طهارتها من کل رجس ودنس أخلاقی أو معنوی.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 337 و338; وبحارالانوار، ج 37، ص 85.
3.البقرة، 47 و122.

 

سورة آل عمران / الآیة 42 ـ 43 سورة آل عمران / الآیة 44
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma