«الغلام» الفتى الذی طرّ شاربه، و«عاقر» من «عُقر» بمعنى الأصل والأساس، أو بمعنى الحبس، ووصف المرأة التی لا تلد بأنّها عاقر یعنی أنّها وصلت إلى عقرها وانتهت، أو أنّها حبست عن الولادة.
وقد یسأل سائل: لماذا استولى العجب على زکریّا مع أنّه عالم بقدرة الله التی لا تنتهی؟
یتّضح الجواب بالرجوع إلى الآیات الاُخرى، کان یرید أن یعرف کیف یمکن لامرأة عاقر ـ خلفت وراءها سنوات عدیدة بعد سنة الیأس ـ أن تحمل وتلد؟ ماالذی یتغیّر فیها؟ أترجع إلیها العادة الشهریة کسائر النساء المتوسّطات العمر؟ أم أنّها ستحمل بصورة اُخرى؟
ثمّ إنّ الإیمان بقدرة الله غیر «الشهود والمشاهدة». زکریّا کان یرید أن یبلغ إیمانه مبلغ الشهود، مثل إبراهیم الذی کان مؤمناً بالمعاد، ولکنّه طلب المشاهدة. کان یرید أن یصل إلى هذه المرحلة من الإیمان، وأنّه لأمر طبیعیّ أن یفکّر الإنسان، إذا ما صادفه أمر خارق للقوانین الطبیعیة فی کیفیّة حصول ذلک، ویودّ لو أنّه رأى دلیلاً حسّیاً على ذلک.