کیفیة ولادة مریم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 35 ـ 36 سورة آل عمران / الآیة 37

تعقیباً على ما جاء فی الآیة السابقة من إشارة إلى آل عمران، تشرع هاتان الآیتان بالکلام على مریم بنت عمران وکیفیة ولادتها وتربیتها وما جرى لهذه السیّدة العظیمة.

جاء فی التواریخ والأخبار الإسلامیة وأقوال المفسّرین أنّ «حنة» و«اشیاع» کانتا اُختین، تزوّجت الاُولى «عمران» (1) أحد زعماء بنی إسرائیل، وتزوّجت الاُخرى «زکریّا» النبیّ.

مضت سنوات على زواج «حنة» بغیر أن ترزق مولوداً، وفی أحد الأیّام بینما هی جالسة تحت شجرة، رأت طائراً یطعم فراخه، فأشعل هذا المشهد نار حبّ الاُمومة فی قلبها، فتوجّهت إلى الله بمجامع قلبها طالبةً منه أن یرزقها مولوداً، فاستجاب الله دعاءها الخالص، ولم تمض مدّة طویلة حتى حملت.

ورد فی الأحادیث أنّ الله قد أوحى إلى «عمران» أنّه سیهبه ولداً مبارکاً یشفی المرضى المیؤوس من شفائهم، ویحیی الموتى بإذن الله، وسوف یرسله نبیّاً إلى بنی إسرائیل، فأخبر عمران زوجته «حنة» بذلک، لذلک عندما حملت ظنّت أنّ ما تحمله فی بطنها هو الابن الموعود، دون أن تعلم أنّ ما فی بطنها اُم الابن الموعود «مریم» فنذرت ما فی بطنها للخدمة فی بیت الله «بیت المقدس»، ولکنّها إ ذ رأتها اُنثى إرتبکت ولم تدر ما تعمل، إذ إنّ الخدمة فی بیت الله کانت مقصورة على الذکور، ولم یسبق أن خدمت فیه اُنثى. (2)

والآن نباشر بالتفسیر من خلاله نتعرّف على تتمّة الأحداث:

(إذ قالت امرأت عمران ربّ إنّی نذرت لک ما فی بطنی محرّراً... ).

هذه إشارة إلى النذر الذی نذرته امرأة عمران وهی حامل بأنّها تهب ابنها خادماً فی بیت المقدس، لأنّها کانت تظنّه ذکراً بموجب البشارة التی أتاها بها زوجها، ولذلک قالت «محرّراً» ولم تقل «محرّرة» ودعت الله أن یتقبل نذرها: (فتقبّل منّی إنّک أنت السمیع العلیم ). (3)

«المحرر» من التحریر، وکانت تطلق فی ذلک الزمان على الأبناء المعیّنین للخدمة فی المعبد لیتولّوا تنظیفه وخدماته، ولیؤدّوا عباداتهم فیه وقت فراغهم.ولذلک سمّی الواحد منهم «المحرّر»، إذ هو محرّر من خدمة الأبوین، وکان ذلک مدعاة لافتخارهم.

قیل إنّ الصبیان القادرین على هذه الخدمة کانوا یقومون بها بإشراف الأبوین إلى سنّ البلوغ، ومن ثمّ کان الأمر یوکل إلیهم، إن شاؤوا بقوا، وإن شاؤوا ترکواالخدمة.

ویرى البعض أن إقدام امرأة عمران على النذر دلیل على أن عمران توفی أیّام حمل زوجته، وإلاَّ کان من البعید أن تستقل الاُم بهذا النذر.

(فلمّا وضعتها قالت ربّ إنّی وضعتها اُنثى ).

هذه الآیة تشرح حال اُم مریم بعد ولادتها، فقد أزعجها أن تلد اُنثى، وراحت تخاطب الله قائلة: إنّها اُنثى، وأنت تعلم أنّ الذکر لیس کالاُنثى فی تحقیق النذر، فالاُنثى لا تستطیع أن تؤدّی واجبها فی الخدمة کما یفعل الذکر فالبنت بعد البلوغ لها عادة شهریة ولا یمکنها دخول المسجد، مضافاً إلى أن قواها البدنیة ضعیفة، وکذلک المسائل المربوطة بالحجاب والحمل وغیر ذلک. (واللّه أعلم بما وضعت ولیس الذّکر کالاُنثى ).

 

ویظهر من القرائن فی الآیة والأحادیث الواردة فی التفاسیر أنّ هذا القول (ولیس الذّکر کالاُنثى ) قول اُمّ مریم، لا قول الله کما ذهب إلى ذلک بعض المفسّرین، ولکن کان ینبغی أن تقول «ولیست الاُنثى کالذکر» باعتبارها قد ولدت اُنثى لا ذکراً، لذلک یمکن أن یکون فی الجملة تقدیم وتأخیر، کما نلاحظه فی کلام العرب وغیر العرب، ولعلّ ما انتابها من الکدر والحزن لوضعها اُنثى جعلها تنطق بهذا الشکل، إذ کانت شدیدة الاعتقاد بأنّ ما ستلده ذکر وأنّها ستفی بنذرها فی جعله خادماً فی بیت المقدس، وهذا الاعتقاد والتوقّع جعلاها تقدّم الذکر على الاُنثى، على الرغم من أنّ اُصول ترکیب الجمل وجنس المولود یقتضیان تقدیم الاُنثى.

والجملة المعترضة (والله أعلم بما وضعت ) من قول الله، أی لم یکن یلزم أن تقول إنّها ولدت اُنثى، لأنّ الله کان أعلم منها بمولودها منذ انعقاد نطفته وتعاقب مراحل تصوّره فی الرحم.

(وإنّی سمّیتها مریم... ).

یتّضح من هذه الجملة أنّ اُم مریم هی التی سمّتها بهذا الاسم عند ولادتها، و«مریم» بلغتها تعنی «العابدة»، وفی هذا یظهر منتهى إشتیاق هذه الاُمّ الطاهرة لوقف ولیدها على خدمة الله، لذلک طلبت من الله ـ بعد أن سمّتها ـ أن یحفظها ونسلها من وسوسة الشیاطین، وأن یرعاهم بحمایته ولطفه (وإنّی اُعیذها بِکَ وذُرّیّتها من الشیطان الرجیم ).


1. تفید بعض الأحادیث أنّ «عمران» کان نبیّاً ویوحى إلیه. وعمران هذا غیر عمران والد موسى، إذ بینهما 1800 سنة من الزمان. (تفسیر مجمع البیان، وتفسیر المراغی، ذیل الآیة مورد البحث).
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
3. قال «الراغب» فی «المفردات»: «تقبّل» قبول الشىء مع الثواب والجزاء (إذن یتفاوت مع مادة قبول).

 

سورة آل عمران / الآیة 35 ـ 36 سورة آل عمران / الآیة 37
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma