القرآن وتجسید الأعمال وحضورها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
حضور الأعمال یوم القیامةرأی العلماء فی الثواب والعقاب

هذه الآیة تبیّن بکل وضوح تَجسُّد الأعمال وحضورها یوم القیامة، کلمة «تجد» من الوجود ضدّ العدم. ولفظتا «خیر» و«سوء» وردتا نکرتین لتفیدا العموم. أی إنّ الإنسان یجد أعماله الحسنة والقبیحة یوم القیامة مهما تکن قلیلة.

بعضهم أوّل هذه الآیة وأشباهها وقال إنّ القصد من حضور الأعمال هو حضور ثوابها أو عقابها، أو حضور سجلّ الأعمال الذی دوّنت فیه الأعمال کلّها.

ولکن من الجلی أنّ ذلک لا ینسجم وظاهر الآیة، لأنّ الآیة تقول بوضوح إنّ الإنسان یوم القیامة «یجد» عمله، وتقول: إنّ المسیء یودّ لو أنّ بینه وبین «عمله» القبیح فواصل مدیدة، فهنا «العمل» نفسه هو الذی یدور حوله الکلام، لا سجلّ الأعمال، ولا الثواب والعقاب.

کذلک نقرأ فی الآیة أنّ المسیء یودّ لو بَعُدَ عنه عمله، ولکنّه لا یتمنّى زوال عمله إطلاقاً. وهذا یعنی أنّ زوال الأعمال غیر ممکن، ولذلک فهو لا یتمنّاه.

هناک آیات کثیرة اُخرى تؤیّد هذا الأمر، کالآیة 49 من سورة الکهف (و وجدوا ما عملوا حاضراً ولا یظلم ربّک أحداً ) والآیتان7 و8 من سورة الزّلزلة (فمن یعمل مثقال ذرّة خیرا یره * و من یعمل مثقال ذرّة شراً یره ).

 

سبق أن قلنا إنّ بعض المفسّرین یرون أنّ لفظ «الجزاء» مقدّر وهذا خلاف ظاهر الآیة.

یستفاد من بعض الآیات أنّ الدنیا مزرعة الآخرة، وأنّ عمل الإنسان أشبه بالحبّ الذی یُزرع فی التربة، فتنمو تلک الحبّة، ثمّ یحصد الإنسان معها حبّاً کثیراً، کذلک هی أعمال الإنسان التی تجری علیها تبدّلات وتغیّرات تناسب یوم القیامة، ثمّ تعود إلى الإنسان نفسه، کما جاء فی الآیة 20 من سورة الشورى: (من کان یرید حرث الآخرة نزد له فی حرثه ).

ویستفاد من آیات اُخرى أنّ الأعمال الصالحة فی هذه الدنیا تأتی فی الآخرة بصورة نور وضیاء، فیطلبه المنافقون من المؤمنین: (انظرُونا نَقتَبِس مِن نُورِکم ) فیقال لهم: (ارجعوا وراءکم فالتمِسُوا نوراً ) (1) .

هذه الآیات وغیرها العشرات تدلّ على أنّنا یوم القیامة نجد العمل عینه بشکل أکمل، وهذا هو تجسید الأعمال الذی یقول به علماء الإسلام.

هناک روایات کثیرة أیضاً عن أئمّة الإسلام تؤکّد هذا المعنى، من ذلک:

قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) لمن طلب أن یعظه: «لابدّ لک یا قیس من قرین یدفن معک وهو حیّ، وتدفن معه وأنت میّت، فإن کان کریماً أکرمک، وإن کان لئیماً أسلمک، لا یحشر إلاَّ معک ولا تحشر إلاَّ معه، ولا تُسأل إلاَّ عنه، ولا تُبعث إلاَّ معه، فلا تجعله إلاَّ صالحاً، فإنّه إن کان صالحاً لم تستأنس إلاَّ به، وإن کان فاحشاً لا تستوحش إلاَّ منه، وهو عملک» (2) .

ولإلقاء الضوء على هذا البحث لابدّ من معرفة کیفیة الإثابة والعقاب على الأعمال.

 


1. الحدید، 13.
2. بحارالانوار، ج 7، ص 228;ومعانی الأخبار، ص 233.

 

حضور الأعمال یوم القیامةرأی العلماء فی الثواب والعقاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma