العلاقة مع الأجنبی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 281 ـ التقیة أو الدرع الواقی

ذکرت الآیات السابقة أن العزّة والذلّة وجمیع الخیرات بید الله تعالى. وبهذه المناسبة فإنّ هذه الآیة تحذّر المؤمنین من مصادقة الکافرین وتنهاهم بشدّة من موالاة الکفّار، لأنّه إذا کانت هذه الصداقة والولاء من أجل العزّة والقدرة والثروة، فإنّها جمیعاً بید الله عزّوجلّ، ولذلک تقول الآیة: (لا یتّخذ المؤمنون الکافرین أولیاء من دون المؤمنین ) ولو إرتکب أحد المؤمنین ذلک فإنه یقطع إرتباطه مع الله تماماً (ومن یفعل ذلک فلیس من الله فی شیء ) وقد نزلت هذه الآیة فی وقت کانت هناک روابط بین المسلمین والمشرکین مع الیهود والنصارى.

وهذه الآیة درس سیاسیّ واجتماعی مهمّ للمسلمین، فتحذّرهم من إتّخاذ الأجنبی صدیقاً أو حامیاً أو عوناً ورفیقاً، فی أیّ عمل من أعمالهم، ومن الإنخداع بکلامه المعسول وعروضه الجذّابة وتظاهره بالمحبّة الحمیمة، لأنّ التاریخ قد أثبت بأنّ أقسى الضربات التی تلقّاها المؤمنون جاءت من هذا الطریق.

لو أنّنا طالعنا تاریخ الاستعمار للاحظنا أنّ المستعمرین جاؤوا دائماً فی لبوس الصداقة والترحّم وحبّ الإعمار والبناء فتغلغلوا بین طبقات المجتمع.

إنّ کلمة «استعمار» التی تعنی الإعمار والبناء دلیل على هذا الخداع، فهم بعد أن یتمکّنوا من إنشاب مخالبهم فی جذور المجتمع المستعمَر، یبدأون بامتصاص دمائه بکلّ قسوة وبغیر رحمة.

 

(من دون المؤمنین ) إشارة إلى أنّ الناس فی حیاتهم الاجتماعیة لابدّ لهم من إتّخاذ الأولیاء والأصدقاء، فعلى المؤمنین أن یختاروا أولیاءهم من بین المؤمنین، لا من بین الکافرین.

(لیس من الله فی شیء ).

تقول الآیة: إن الذین یعقدون أواصر صداقتهم وولاءهم مع أعداء الله، لیسوا من الله فی أیّ شیء من الأشیاء، أی إنّهم یکونون قد تخلّوا عن إطاعة أوامر الله وقطعوا علاقتهم بالجماعة المؤمنة الموحّدة، وانقطعت إرتباطاتهم من جمیع الجهات.

(إلاَّ أن تتّقوا منهم تقاة ).

هذا استثناء من الحکم المذکور، وهو أنّه إذا اقتضت الظروف ـ التقیة ـ فللمسلمین أن یظهروا الصداقة لغیر المؤمنین الذین یخشون منهم على حیاتهم، ولکن الآیة تعود فی الختام لتؤکّد الحکم الأوّل فتقول: (یحذّرکم الله نفسه وإلى الله المصیر ) فالله ینذر الناس أوّلاً بغضب منه وبعقاب شدید، ثمّ إنّ مرجع الناس جمیعاً إلى الله، وإن تولّوا أعداء الله نالوا عاجلاً نتیجة أعمالهم.

 

سورة آل عمران / الآیة 281 ـ التقیة أو الدرع الواقی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma