التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولسؤالان

هذه الآیات تصرّح ببعض تحریفات أهل الکتاب الذین کانوا یتوسّلون بالتبریرات والأسباب الواهیة لتفادی إجراء حدود الله، مع أنّ کتابهم کان صریحاً فی بیان حکم الله بغیر إبهام، وقد دُعوا للخضوع للحکم الموجود فی کتابهم (ألم تر إلى الذین اُوتوا نصیباً من الکتاب یُدعَونَ إلى کتاب الله لیَحکُمَ بینهم ).

ولکن عصیانهم کان ظاهراً ومصحوباً بالإعراض والطغیان واتّخاذ موقف المعارض لأحکام الله: (ثمّ یتولّى فریقٌ منهم وهم معرضون ).

یمکن الاستنتاج من (اُوتوا نصیباً من الکتاب ) أنّ ما کان بین أیدی الیهود والنصارى من التوراة والإنجیل لم یکن کاملاً، بل کان قسم منهما بین أیدیهم، بینما کان القسم الأعظم من هذین الکتابین السماویّین قد ضاع أو حُرِّف.

هذه الآیة تؤیّدها آیات اُخرى فی القرآن، کما أنّ هناک شواهد ودلائل تاریخیة تؤکّد ما ذهبنا إلیه.

وفی الآیة الثانیة شرح سبب عصیانهم وتمردّهم، وهو أنّهم کانوا یحملون فکرة خاطئة عن کونهم من عنصر ممتاز، وهم الیوم أیضاً یحملون هذه الفکرة الباطلة الواضحة فی کتاباتهم الدالّة على الاستعلاء العنصری.

کانوا یظنّون أنّ لهم علاقة خاصّة بالله سبحانه، حتى أنّهم سمّوا أنفسهم «أبناء الله» کما ینقل القرآن ذلک على لسان الیهود والنصارى فی الآیة 18 من سورة المائدة قولهم: (نحن أبناء الله وأحبّاؤه ). وبناءاً على ذلک کانوا یرون لأنفسهم حصانة تجاه العقوبات الربّانیة، وکانوا ینسبون ذلک إلى الله نفسه. لذلک کانوا یعتقدون أنّهم لن یعاقَبوا على ذنوبهم یوم القیامة إلاَّ لأیّام معدودات: (ذلک بأنّهم قالوا لن تمسّنا النار إلاَّ أیّاماً معدودات ).

ولعلّ القصد من «الأیام المعدودات» هی الأربعون یوماً التی عبدوا فیها العجل فی غیاب موسى (علیه السلام)، وکان هذا ذنباً لم یکونوا هم أنفسهم قادرین على إنکاره.

أو لعلّها أیّام قلیلة من أعمارهم إرتکبوا فیها ذنوباً کبیرة غیر قابلة للإنکار، ولم یستطیعوا حتى على إخفائها.

هذه الإمتیازات الکاذبة المصطنعة، التی أسبغوها على أنفسهم ونسبوها إلى الله، صارت شیئاً فشیئاً جزءاً من معتقداتهم بحیث إنّهم اغترّوا بها وراحوا یخالفون أحکام الله ویخرقون قوانینه مجترئین علیها جرأةً لا مزید علیها (وغرّهم فی دینهم ما کانوا یفترون ).

وتدحض الآیة الثالثة کلّ هذه الخیالات الباطلة وتقول: لاشکّ أنّ هؤلاء سوف یلاقون یوماً یجتمع فیه البشر أمام محکمة العدل الإلهی فیتسلّم کلّ فرد قائمة أعماله، ویحصدون ناتج ما زرعوه، ومهما یکن عقابهم فهم لا یُظلمون لأنّ ذلک هو حاصل أعمالهم (فکیف إذا جمعناهم لیوم لا ریب فیه ووفّیت کلّ نفس ما کسبت وهم لا یُظلمون ).

یتّضح من (ما کسبت ) أنّ عقاب المرء وثوابه یوم القیامة وفوزه وخذلانه فی العالم الآخر إنّما یرتبط بأعماله هو، ولا یؤثّر فیه شیء آخر، هذه حقیقة اُشیر إلیها فی کثیر من الآیات الکریمة.

 

سبب النّزولسؤالان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma