معرکة بدر والتأیید الإلهی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 14

تعقیباً على الآیات السابقة التی حذّر القرآن فیها الکافرین من الإغترار بالمال والأبناء والأتباع، جاءت هذه الآیة شاهداً حیّاً على هذا الأمر، فتدعوهم إلى الاعتبار بما جرى فی معرکة بدر التاریخیة.

 

(قد کان لکم آیة فی فئتین التقتا فئة تقاتل فی سبیل اللّه وأُخرى کافرة ).

کیف لا تکون لهم عبرة، وهم یرون أنّ جیشاً صغیراً لا یملک شیئاً من العدّة، سوى الإیمان الراسخ، ینتصر على جیش یفوقه أضعافاً فی العدد والعدّة، فلو کان المال والعدد ـ بغیر إیمان ـ قادرین على شیء لظهر مفعولهما فی معرکة بدر، ولکن النتیجة کانت معکوسة.

(یرونهم مثلیهم رأی العین ).

تقول الآیة: إنّ الکفّار کانوا یرون جند المسلمین ضعف عددهم، أی أنّهم إذا کانوا 313 شخصاً کان الکفّار یرونهم أکثر من 600 شخص (1) ، لیزید من خوفهم، وکان هذا أحد أسباب هزیمة الکفّار.

وهذا ـ فضلاً عن کونه إمداداً غیبیاً من الله انتصر به المسلمون، لأنّ الله یمدّ عباده المجاهدین المؤمنین بمختلف السبل ـ کان أمراً طبیعیاً من حیث جانبه الظاهری، وذلک لأنّ الضربات الشدیدة التی أنزلها المسلمون ـ بقوة إیمانهم وتربیتهم الإسلامیة ـ على الأعداء، أثارت فیهم الرعب والهلع فظنّوا أنّ هناک قوّة اُخرى التحقت بالمسلمین، ولذلک ظنّوا أنّ المسلمین یحاربون بضعف قوّتهم الاُولى ویسیطرون على میدان الحرب سیطرة تامّة، مع أنّهم قبل الدخول لم یکن یخطر لهم ذلک أبداً، بل کانوا یرون المسلمین أقلّ ممّا کانوا علیه، فی الآیة 44 من سورة الأنفال إشارة إلى ذلک أیضاً (وإذ یریکمُوهم إذ التقیتم فی أعیُنِکم قلیلاً ویُقلّلکم فی أعیُنِهم لیقضی اللهُ أمراً کان مفعولاً ).

تذکّروا یوم لقائکم بهم فی میدان الحرب، فقد أظهرناکم فی أعینهم قلّة لکی لا یتجنّبوا حرباً ستؤدّی إلى هزیمتهم ـ کما أظهرناهم فی أعینکم قلّة لکی لا تضعف معنویاتکم فی حرب مصیریة ـ . وما أن بدأت الحرب حتى تبدّلت المشاهد، وظهر المسلمون فی أعین الأعداء بأعداد مضاعفة، فکان هذا واحداً من أسباب هزیمتهم.

وجاء فی بعض الروایات أنّ أحد المسلمین قال: قبل نشوب القتال فی بدر قلت لرفیق لی: ألاّ تظن أن عدد الکفّار سبعون نفراً؟ فقال: إنی أحسبهم مائة نفر، ولکن عندما انتصرنا وسنشرح معرکة بدر شرحاً وافیاً عند تفسیر الآیات 41 ـ 45 من سورة الانفال.

فی الحرب وأسرنا منهم عدداً غفیراً سمعنا أنّ عددهم ألف نفر (2. .

(والله یؤیّد بنصره من یشاء ).

تشیر الآیة إلى حقیقة أنّ الله ینصر من یشاء، لقد سبق أن قلنا إنّ مشیئة الله وإرادته لا تکون بغیر حساب، بل هی تکون بموجب حکمته وفی حدود لیاقة الأفراد، أی أنّ الله یؤیّد الذین یستحقّون ذلک.

جدیر بالذکر أنّ النصر الإلهی للمسلمین فی الحادثة التاریخیة کان ذا جانبین، فقد کان «نصراً عسکریاً» و«نصراً منطقیاً». فمن الناحیة العسکریة: انتصر جیش صغیر مفتقر إلى المعدّات الحربیة على جیش یبلغ أضعافه عدداً وإمکانات، ومن الناحیة المنطقیة: فإنّ الله کان قد أخبر المسلمین صراحة بهذا النصر قبل بدء الحرب.

(إنّ فی ذلک لعبرةً لاُولی الأبصار ).

فی ختام الآیة یؤکّد سبحانه أنّ الذین وهبوا البصیرة بحیث یرون الحقائق کما هی، یعتبرون بهذا الانتصار الذی أحرزه اُناس مؤمنون، ویدرکون أنّ أساس هذا الانتصار هو الإیمان... الإیمان وحده (3. .

 

 


1. هذا التفسیر یعتمد على إرجاع الضمیر فی «یرون» إلى الکفّار، والضمیر «هم» إلى المسلمین. وهذا اوضح التفاسیر العدیدة للآیة.
2. تفسیر القرطبی، ج 2، ص 1268.
3. «عبرة» فی الأصل من مادة «عبور» بمعنى الإنتقال من مرحلة إلى اُخرى أو من مکان إلى آخر ویقال لدمع العین «عَبرة» على وزن «حسرة» لأنّه یعبر من العین، ویقال للکلماتالتی تمر من خلال اللسان والاُذن «عبارات» أیضاً وکذلک یقال للحوادث «عِبرة» لأجل أنّ الإنسان عندما یراها یعلم بمخلفاتها من الحقائق.

 

سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 14
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma