التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 10 ـ 11 سورة آل عمران / الآیة 12

بعد بیان مواقف الکفّار والمنافقین والمؤمنین من الآیات «المحکمات» و«المتشابهات» فی الآیات السابقة، تقول هذه الآیة: إذا کان الکفّار المعاندون یحسبون أنّهم بثرواتهم وأبنائهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم فی الآخرة فهم على خطأ کبیر، فهذه الوسائل قد یکون لها تأثیرها المؤقت فی هذه الدنیا، ولکنّها عند الله لن یکون لها أیّ تأثیر، لا فی هذه الدنیا ولا فی الآخرة، لذلک ینبغی ألاّ یغترّ الإنسان بهذه الاُمور فتحمله على إرتکاب الإثم، وإلاَّ فإنّه یصلى ناراً سیکون هو حطبها. (إنّ الّذین کفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شیئاً واُولئک هم وقود النار ). (1)

یفید هذا التعبیر أنّ نار الجحیم مستعرة بوجود المذنبین، وهؤلاء المذنبون هم الذین یدیمون أوارها ولهیبها، نعم ثمّة آیات تقول إنّ الحجارة أیضاً تکون وقود نار جهنم بالإضافة إلى المذنبین. ولکن ـ کما قلنا فی تفسیر الآیة 24 من سورة البقرة فی الجزء الأول ـ یمکن أن تکون هذه الحجارة هی الأصنام التی کانوا ینحتونها من الحجر. وعلیه فإنّ نار جهنّم تستعر بأعمال المذنبین وبمعبوداتهم الباطلة.

ثمّ تشیر الآیة إلى نموذج من الاُمم السالفة التی کانت قد اُوتیت الثروة الإنسانیة والمادیة الکثیرة، ولم تستطیع هذه الثروة أن تکون مانع من هلاکهم.

 

(کدأب آل فرعون والّذین من قبلهم کذّبوا بآیاتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شدید العقاب ).

«الدأب» إدامة السیر، والعادة المستمرّة دائماً على حالة واحدة، فهذه الآیة تشبّه حال الکفّار المعاصرین لرسول الله (صلى الله علیه وآله) بما کان آل فرعون قد اعتادوا علیه ـ وکذلک الأقوام السابقة ـ من تکذیب آیات الله، فأخذهم الله بذنبهم وأنزل بهم عقابه الصارم فی هذه الدنیا.

هذا فی الواقع إنذار للکافرین المعاندین على عهد رسول الله (صلى الله علیه وآله) لکی یعتبروا بمصیر الفراعنة والأقوام السالفة، ویصحّحوا أعمالهم.

صحیح أنّ الله «أرحم الراحمین» ولکنه فی المواضع ومن أجل تربیة عبیده «شدید العقاب» أیضاً، ولا ینبغی أن یغترّ العبید برحمة مولاهم الواسعة أبداً.

یستفاد أیضاً من «الدأب» أنّ هذا الإتّجاه الخطأ ـ أی العناد إزاء الحقیقة وتکذیب آیات الله ـ أصبح عادة ثابتة فیهم، ولهذا یهدّدهم بعذاب شدید، وذلک لأنّه ما دام الإثم لم یصبح عادةً ونهجاً فی الحیاة فإنّ الرجوع عنه میسور وعقابه خفیف، ولکنّه إذا نفذ إلى داخل أعماق الإنسان فالرجوع عنه متعذّر، والعقاب علیه شدید، فخیر للکافرین أن ینتهزوا الفرصة قبل فوات الأوان ویرجعوا عن طریق الضلال.

 


1. سبق أن قلنا إنّ «الوقود» هو ما تشتعل به النار کالحطب، لا ما تشتعل به النار کالکبریت.

 

سورة آل عمران / الآیة 10 ـ 11 سورة آل عمران / الآیة 12
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma