ذهب بعض المفسّرین المعروفین أنّ هذه السورة نزلت بین السنة الثانیة والثالثة للهجرة أی بین غزوة بدر واُحد فهی تعکس فی طیّاتها فترة من أشد الفترات حساسیّة فی صدر الإسلام (1) .
وعلى کلّ حال، فإنّ المحاور الأصلیة فی أبحاث هذه السورة عبارة عن:
1ـ إنّ قسماً مهمّاً من هذه السورة یرتبط بمسألة التوحید وصفات الله والمعاد والمعارف الإسلامیة الاُخرى.
2ـ وقسم آخر منها یتعلّق بمسألة الجهاد وأحکامه المهمّة والدقیقة، وکذلک الدروس المستفادة من غزوتی بدر واُحد، وبیان الإمداد الإلهی للمؤمنین، والحیاة الخالدة الآخرویّة للشهداء فی سبیل الله.
3ـ وفی قسم من هذه السورة یدور الحدیث حول سلسلة من الأحکام الإسلامیة فی ضرورة وحدة صفوف المسلمین وفریضة الحجّ وبیت الله الحرام والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر والتولّی والتبرّی ومسألة الأمانة والإنفاق فی سبیل الله وترک الکذب وضرورة الاستقامة والصبر فی مقابل الأعداء والمشکلات والامتحانات الإلهیّة المختلفة وذکر الله على کلّ حال.
4ـ وتطرّقت هذه السورة إلى تکملة للأبحاث التی تتحدّث عن تاریخ الأنبیاء (علیهم السلام) ومنهم آدم ونوح وإبراهیم وموسى وعیسى وسائر الأنبیاء وقصّة مریم وکرامتها ومنزلتها عند الله، وکذلک المؤامرات التی کان یحوکها أتباع الدیانة الیهودیّة والمسیحیّة ضدّ الإسلام والمسلمین.
إنّ مواضیع هذه السورة منسجمة ومتناغمة بشکل کأنّها نزلت فی وقت واحد.