هذه فی الحقیقة تکملة للجملة الأخیرة فی الآیة السابقة وتقول: (لله ما فی السّماوات وما فی الأرض ) ولهذا السبب فهو یعلم جمیع أفعال الإنسان الظاهریّة منها والباطنیّة (وإن تبدوا ما فی أنفسکم أو تخفوه یحاسبکم به الله ).
یعنی لاینبغی لکم أن تتصوروا أنّ أعمالکم الباطنیّة مثل کتمان الشهادة والذنوب القلبیّة الاُخرى سوف تخفى على الله تعالى الحاکم على الکون بأجمعهوالمالک للسموات والأرض، فإنّه لا یخفى علیه شیء، فلا عجب إذا قیل أنّ الله تعالى یحاسبکم على ذنوبکم القلبیّة ویجازیکم علیها (فیغفر لمن یشاء ویعذّب من یشاء ).
ویحتمل أیضاً أنّ الآیة أعلاه تشیر إلى جمیع الأحکام المذکورة فی الآیات السابقة من قبیل الإنفاق الخالص والإنفاق المشوب بالریاء أو المنّة والأذى وکذلک الصلاة والصوم وسائر الأحکام الشرعیّة والعقائد القلبیّة.
فی ختام الآیة تقول: (والله على کلّ شیء قدیر ) فهو عالمٌ بکل شیء یجری فی هذا العالم، وقادرٌ أیضاً على تشخیص اللّیاقات والملکات، وقادرٌ أیضاً على مجازات المتخلّفین.