خیر مواضع الإنفاق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولالاستجداء بدون حاجة حرام

یبیّن الله فی هذه الآیة أفضل مواضع الإنفاق، وهی التی تتّصف بالصفات التالیة:

 

(للفقراء الّذین أُحصروا فی سبیل الله ) أی الذین شغلتهم الأعمال الهامّة کالجهاد ومحاربة العدو، وتعلیم فنون الحرب، وتحصیل العلوم الاُخرى، عن العمل فی سبیل الحصول على لقمة العیش کأصحاب الصفّة الذین کانوا خیر مصداق لهذا الوصف (1) .

ثمّ للتأکید تضیف الآیة: (لا یستطیعون ضرباً فی الأرض ) أی الذین لا یقدرون على الترحال لکسب العیش بالسفر إلى القرى والمدن الاُخرى حیث تتوفر نِعم الله تعالى، وعلیه فإنّ القادرین على کسب معیشتهم یجب أن یتحمّلوا عناء السفر فی سبیل ذلک وأن لا یستفیدوا من ثمار أتعاب الآخرین إلاَّ إذا کانوا منشغلین بعمل أهمّ من کسب العیش کالجهاد فی سبیل الله.

الذین (یحسبُهم الجاهل أغنیاء من التعفّف ) هؤلاء الذین لا یعرف الآخرون شیئاً عن بواطن اُمورهم، ولکنهم ـ لما فیهم من عفّة النفس والکرامة ـ یظنّون أنّهم من الأغنیاء.

ولکن هذا لایعنی أنّهم غیر معروفین. لذا تضیف الآیة (تعرفهم بسیماهم ).

السیماء: العلامة (2) . فهؤلاء وإن لم یفصحوا بشیء عن حالهم، فإنّ على وجوههم علامات تنطق بما یعانون یدرکها العارفون، فلون وجناتهم ینبیء عمّا خفی من أسرارهم.

والثالث من صفات هؤلاء أنهم لایصرّون فی الطلب والسؤال: (لا یسألون الناس إلحافاً ) (3) أی أنّهم لا یشبهون الفقراء الشحّاذین الذین یلحّون فی الطلب من الناس، فهم یمتنعون عن السؤال فضلاً عن الإلحاف، فالإلحاح فی السؤال شیمة ذوی الحاجات العادیّین، وهؤلاء لیسوا عادیّین، وقول القرآن إنّهم لا یلحفون فی السؤال لا یعنی أنّهم یسألون بدون إلحاف، بل یعنی أنّهم لیسوا من الفقراء العادیّین حتى یسألوا، ولذلک لا تتعارض هذه الفقرة من الآیة مع قوله تعالى: (تعرفهم بسیماهم ) لأنّهم لا یُعرفون بالسؤال.

ثمّة احتمال آخر فی تفسیر الآیة، وهو أنّهم إذا اضطرّتهم الحالة إلى إظهار عوزهم فإنّهم لا یلحفون فی السؤال أبداً، بل یکشفون عن حاجتهم بإسلوب مؤدّب أمام إخوانهم المسلمین.

(وما تنفقوا من خیر فإنّ الله به علیم ).

فی هذه الآیة حثّ على الإنفاق، وعلى الأخصّ الإنفاق على ذوی النفوس العزیزة الأبیة، لأنّ المنفقین إذا علموا أنّ الله عالم بما ینفقون حتى وإن کان سرّاً وأنّه سوف یثیبهم على ذلک، فستزداد رغبتهم فی هذا العمل الکبیر.


1. «حصر» بمعنى الحبس والمنع والتضییق وجاءت هنا بمعنى جمیع الاُمور التی تمنع الإنسان من تأمین معاشه.
2. قیل أنها من مادة «وسم»، وقیل أنها من مادة «سوم».
3. «الحاف» من مادة «لِحاف» بمعنى الغطاء المعروف، واُطلق على الاصرار فی السؤال لأ نّه یغطی قلب الشخص المقابل.

 

سبب النّزولالاستجداء بدون حاجة حرام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma