نقل عن الإمام الباقر (علیه السلام) أنّه قال: إنّ هذه الآیة نزلت فی أصحاب «الصفّة». وهم جمع نحو أربعمائة شخص من مسلمی مکّة وأطراف المدینة ممّن لم یکن لهم مأوى یأوون إلیه فی المدینة، ولا قریب یؤویهم فی منزله، فاتّخذوا من مسجد النبیّ منزلاً معلنین استعدادهم للذهاب إلى میادین الجهاد دائماً، ولکن بما أنّ بقاءهم فی المسجد لم یکن ینسجم مع شؤونه فقد اُمروا بالإنتقال إلى «صفّة» دکّة عریضة کانت خارج المسجد. ونزلت الآیة تحثّ المسلمین أن یغدقوا مساعداتهم على إخوتهم هؤلاء فأعانوهم (1) .
صرّح بعض المفسّرین: «لقد کان هذا الوصف الموحی ینطبق على جماعة من المهاجرین، ترکوا وراءهم أموالهم وأهلیهم; وأقاموا فی المدینة ووقفوا أنفسهم على الجهاد فی سبیل الله، وحراسة رسول الله (صلى الله علیه وآله) کأهل الصفة الذین کانوا بالمسجد حرساً لبیوت الرسول (صلى الله علیه وآله) لا یخلص إلیها من دونهم عدو...». (2)