بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
کیفیّة الإنفاق سورة البقرة / الآیة 272

لاشکّ أنّ لکلّ من الإنفاق العلنی والإنفاق الخفیّ فی سبیل الله آثاراً نافعة، فإذا کان الإنفاق واجباً فالإعلان عنه یشجع الآخرین على القیام بمثله، کما یرفع عن المنفق تهمة إهماله لواجبه.

أمّا إذا کان الإنفاق مستحبّاً، فإنّه یکون فی الواقع أشبه بالدعایة والإعلان العملی لحثّ الناس على فعل الخیر، ومساعدة المحتاجین، والقیام بالأعمال الخیریة الإجتماعیة العامّة.

أمّا الإنفاق الخفیّ البعید عن الأنظار فلا شکّ أنه أبعد عن الریاء وحبّ الظهور وخلوص النیّة فیه أکثر، خاصّة وأن مدّ ید العون إلى المحتاجین فی الخفاء یحفظ لهم ماء وجههم وکرامتهم، ولذلک تثنی الآیة على کلا الأسلوبین.

وذهب بعض المفسرین إلى أنّ الإخفاء یقتصر على الإنفاق المستحب، وأمّا الإنفاق الواجب کالزکاة وغیره فیفضّل فی حالة الجهر، ولیست هذه بقاعدة عامّة، بل تختلف باختلاف حالات الإنفاق.

ففی الحالات التی یکون فیها الجانب التشجیعی أکثر ولایصادر فیها الإخلاص فالإظهار أولى،وفی الحالات التی یکون فیها المحتاجون من ذوی العزّة والکرامة فإن حفظ ماء وجوههم یقتضی إخفاء الإنفاق، کما أنّه إذا خشی الریاء وعدم الإخلاص فالإخفاء أولى.

 

وقد جاء فی بعض الأحادیث أنّ الإنفاق الواجب یفضّل فیه الإظهار، والمستحبّ یفضّل فیه الإخفاء. (1)

وقد نقل عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «الزّکاة المفروضة تخرج علانیة وتدفع علانیة، وغیر الزکاة إن دفعه سرّاً فهو أفضل» (2) .

إلاّ أنّ هذه الأحادیث لا تتعارض مع ما قلناه آنفاً، لأنّ أداء الواجب یکون أقلّ امتزاجاً بالرّیاء، فهو واجب لابدّ أن یؤدّیه کلّ مسلم فی المحیط الاسلامی کالضریبة اللازمة التی یدفعها الجمیع، وعلیه فإنّ إظهار الإنفاق أفضل، أمّا الإنفاق المستحبّ فلیس إلزامیاً لذلک، فإنّ إظهار إنفاقه قد یشوبه شیء من الریاء وعدم خلوص النیّة، فیکون الأجدر إخفاؤه.

قوله: (ویکفّر عنکم من سیّئاتکم ) یُوضّح أنّ للإنفاق فی سبیل الله أثراً فی غفران الذنوب، فالتکفیر عن السیئات ـ أی تغطیة الذنوب ـ کنایة عن ذلک.

بدیهیّ أنّ هذا لا یعنی أنّ إنفاق بعض المال یذهب بکلّ ذنوب الإنسان، ولذلک لابدّ من ملاحظة استعمال «من» التبعیضیة، أی أنّ الغفران یشمل قسماً من ذنوب الإنسان، وأنّ هذا القسم یتناسب مع مقدار الإنفاق ومیزان الإخلاص.

هنالک أحادیث کثیرة بشأن غفران الذنوب بالإنفاق وردت عن أهل البیت: وفی کتب أهل السنّة.

من ذلک: «صدقة السرّ تطفیء غضب الربّ وتطفیء الخطیئة کما یطفیء الماء النار» (3) .

کما جاء أیضاً: «سبعة یظلّهم الله فی ظلّه یوم لا ظلّ إلاَّ ظلُّه: الإمام العدل، والشابّ الذی نشأ فی عبادة الله تعالى، ورجل قلبه یتعلّق بالمساجد حتى یعود إلیها، ورجلان تحابّا فی الله واجتمعا علیه وافترقا علیه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنّی أخاف الله تعالى، ورجل تصدّق فأخفاه حتى لم تعلم یمینه ما تنفق شماله، ورجل ذکر الله خالیاً ففاضت عیناه» (4) .

یستفاد من جملة (والله بما تعلون خبیر ). هو أنّ الله عالم بما تنفقون سواء أکان علانیةً أم سرّاً، کما أنّه عالم بنیّاتکم وأغراضکم من إعلان إنفاقکم ومن إخفائه. على کلّ حال أنّ الذی له تأثیر فی الإنفاق هو النیّة الطاهرة والخلوص فی العمل لله وحده، لأنّه هو الذی یجزی أعمال العبد،وهو عالم بما یخفی ویعلن.

 


1. وسائل الشیعة، ج 9، ص 309، (الباب 54، باب استحباب إخراج الزکاة المفروضة علانیّة و...).
2. تفسیر علی بن إبراهیم القمی، ج 1، ص 92 و93.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 1 و2، ص 385.
4. المصدر السابق.

 

کیفیّة الإنفاق سورة البقرة / الآیة 272
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma