أفضل النعم الإلهیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة البقرة / الآیة 269سورة البقرة / الآیة 270 ـ 271

مع الإلتفات إلى ما تقدّم فی الآیة السابقة التی تحدّثت عن تخویف الشیطان من الفقر ووعد الرحمن بالمغفرة والفضل الإلهی، ففی هذه الآیة مورد البحث دار الحدیث عن الحکمة والمعرفة والعلم لأنّ الحکمة فقط هی التی یمکنّها التفریق والتمییز بین هذین الدافعین الرحمانی والشیطانی وتدعوا الإنسان إلى ساحل المغفرة والرحمة الإلهیّة وترک الوساوس الشیطانیّة وعدم الإعتناء بالتخویف من الفقر.

وبعبارة اُخرى، أنّنا نلاحظ فی بعض الأشخاص نوعٌ من العلم والمعرفة بسبب الطهارة القلبیّة وریاضة النفس حیث تترتّب علیها آثار وفوائد جمّة، منها أن یدرک الشخص فوائد الإنفاق ودوره المهم والحیوی فی المجتمع ویمیّز بینه وبین ما تدعوه إلیه وساوس الشیطان فتقول الآیة: (یؤتی الحکمة من یشاء ).

وقد ذکر لکلمة (الحکمة) معان کثیرة منها (المعرفة والعلم بأسرار العالم) ومنها (العلم بحقائق القرآن) و(الوصول إلى الحقّ بالقول والعمل) و(معرفة الله تعالى) و(أنّها النور الإلهی الذی یمیّز بین وساوس الشیطان وإلهامات الرحمان).

والظاهر هو أنّ الحکمة تأتی بالمعنى الواسع حیث تشمل جمیع هذه الاُمور بما فیها النبوّة التی هی نوعٌ من العلم والأطّلاع والإدراک، فهی فی الأصل أخذت من مادة (حکم) ـ على وزن حرف ـ بمعنى المنع، وبما أنّ العلم والمعرفة والتدبیر تمنع الإنسان من ارتکاب الأعمال الممنوعة والمحرّمة، فلذا یقال عنها أنّها حکمة.

 

بدیهیّ أنّ القصد من قوله (مَن یشاء ) لیس إسباغ الحکمة على کلّ من هبّ ودبّ بغیر حساب، بل أنّ مشیئة الله هی دائماً منبعثة عن حکمة، أی أنّه یمنحها لمن یستحقّها، ویرویه من سلسبیل هذه العین الزلال.

(ومَن یؤتَ الحکمة فقد اُوتی خیراً کثیراً ).

رغم أنّ واهب الحکمة هو الله فإنّ اسمه لم یرد فی هذه الآیة وإنّما بنی الفعل للمجهول (ومن یؤتَ الحکمة ).

ولعلّ المقصود هو أنّ الحکمة أمر حسن بذاته بصرف النظر عن مصدرها ومنشئها.

من الملاحظ أنّ الآیة تقول: إذا نزلت الحکمة بساحة أحد فقد نزلت بساحته البرکة والخیر الکثیر لا الخیر المطلق، لأنّ السعادة والخیر المطلق لیسا فی العلم وحده، بل العلم أهمّ عامل لهما.

(وما یذّکّر إلاَّ اُولوا الألباب ).

«التذکّر» هو حفظ العلوم والمعارف فی داخل الروح، والألباب جمع لب وهو قلب کلّ شیء ومرکزه، ولهذا قیل العقل اللّب.

تقول هذه الفقرة من الآیة إنّ أصحاب العقول هم الذین یحفظون هذه الحقائق ویتذکّرونها، رغم أنّ جمیع الناس ذو عقل ـ عدا المجانین ـ فلا یوصفون جمیعاً باُولی الألباب، بل هؤلاء هم الذین یستخدمون عقولهم فیشقّون طریقهم على ضوء نورها الساطع.

ونختم هذا البحث بکلام لأحد علماء الإسلام (ویحتمل أنّه مقتبس من کلام الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)) حیث یقول: قد یرید الله تعالى أحیاناً تعذیب أمّة على الأرض ولکنّه یرى معلّماً یعلّم الأولاد الحکمة فیرفع عن تلک الاُمّة العذاب بسبب ذلک (1) .

 


1. تفسیر القرطبی، ج 2، ص 1138.

 

سورة البقرة / الآیة 269سورة البقرة / الآیة 270 ـ 271
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma