مکافحة موانع الإنفاق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة البقرة / الآیة 268 سورة البقرة / الآیة 269

تشیر الآیة هنا وتعقیباً على آیات الإنفاق إلى أحد الموانع المهمّة للإنفاق، وهو الوساوس الشیطانیّة التی تخوّف الإنسان من ا لفقر والعوز وخاصّة إذا أراد التصدّق بالأموال الطیّبة والمرغوبة، وما أکثر ما منعت الوساوس الشیطانیّة من الإنفاق المستحبّ فی سبیل الله وحتى من الإنفاق الواجب کالزکاة والخُمس أیضاً.

فتقول الآیة فی هذا الصدد (الشیطان یعدکم الفقر ) ویقول لکم: لا تنسوا مستقبل أطفالکم وتدبّروا فی غدکم، وأمثال هذه الوساوس المظلّة، ومضافاً إلى ذلک یدعوکم إلى الإثم وإرتکاب المعصیة (ویأمرکم بالفحشاء ).

(الفحشاء) تعنی کلّ عمل قبیح وشنیع، ویکون المراد به فی سیاق معنى الآیة البخل وترک الإنفاق فی کثیر من الموارد حیث یکون نوعٌ من المعصیة والإثم (رغم أنّ مفردة الفحشاء تعنی عادةً الأعمال المنافیة للعفّة ولکنّنا نعلم أنّ هذا المعنى لا یناسب السیاق).

حتى أنّ بعض المفسّرین صرّح بأنّ العرب یسمّون الشخص البخیل (فاحش) (1) .

ویحتمل أیضاً أنّ الفحشاء هنا بمعنى اختیار الأموال الردیئة والتصدّق بها، وقیل أیضاً: أنّ المراد بها کلّ معصیة، لأنّ الشیطان یحمل الإنسان من خلال تخویفه من الفقر على إکتساب الأموال من الطرق غیر المشروعة.

 

والتعبیر عن وسوسة الشیطان بالأمر (ویأمرکم ) إشارة لنفس الوسوسة أیضاً، وأساساً فکلّ فکرة سلبیّة وضیّقة ومانعة للخیر فإنّ مصدرها هو التسلیم مقابل وساوس الشیطان، وفی المقابل فإنّ کلّ فکرة إیجابیّة وبنّاءة وذات بعد عقلی فإنّ مصدرها هو الإلهامات الإلهیّة والفطرة السلیمة.

ولتوضیح هذا المعنى ینبغی أن نقول: إنّ النظرة الاُولى إلى الإنفاق وبذل المال توحی أنّه یؤدّی إلى نقص المال، وهذه هی النظرة الشیطانیة الضیّقة، ولکنّنا بتدقیق النظر ندرک أن الإنفاق هو ضمان بقاء المجتمع، وتحکیم العدل الاجتماعی، وتقلیل الفواصل الطبقیة، والتقدّم العام.

وبدیهیّ أنّ تقدّم المجتمع یعنی أنّ الأفراد الذین یعیشون فیه یکونون فی رخاء ورفاه، وهذه هی النظرة الواقعیة الإلهیّة.

یرید القرآن بهذا أن یعلم الناس أنّ الإنفاق وإن بدأ فی الظاهرأنّه أخذ، ولکنّه فی الواقع عطاء لرؤوس أموالهم مادّیاً ومعنویاً.

فی عالمنا الیوم حیث نشاهد نتائج الاختلافات الطبقیة والمآسی الناتجة عن الظلم واحتکار الثروة، نستطیع أن نفهم معنى هذه الآیة بوضوح.

کما أنّ الآیة تفید أیضاً أنّ هناک نوعاً من الإرتباط بین ترک الإنفاق والفحشاء، فإذا کانت الفحشاء تعنی البخل، فتکون علاقتها بترک الإنفاق هو أنّ هذا الترک یکرّس صفة البخل الذمیمة فی الإنسان شیئاً فشیئاً، وإذا کانت تعنی الإثم مطلقاً أو الفحشاء فی الاُمور الجنسیة فإن علامة ذلک بترک الإنفاق لا تخفى، إذ أنّ منشأ کثیر من المعاصی والانحرافات الجنسیة هو الفقر والحاجة. یضاف إلى ذلک أن للإنفاق آثاراً ونتائج معنویة مبارکة لا یمکن إنکارها.

(والله یعِدُکم مغفرةً منه وفضلاً ).

جاء فی تفسیر «مجمع البیان» عن الإمام الصادق (علیه السلام): أنّ فی الإنفاق شیئین من الله وشیئین من الشیطان، فاللذان من الله هما غفران الذنوب والسعة فی المال، واللذان من الشیطان هما الفقر والأمر بالفحشاء». (2)

 

وعلیه فإنّ المقصود بالمغفرة هو غفران الذنوب، والمقصود بالفضل هو إزدیاد رؤوس الأموال بالإنفاق، کما رواه ابن عبّاس.

وقد جاء عن الإمام علی أمیرالمؤمنین (علیه السلام) أنّه قال: «إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة» (3) .

(والله واسعٌ علیم ).

فی هذا إشارة إلى أنّ لله قدرة واسعة وعلماً غیر محدود، فهو قادر على أن یفی بما یعد، ولا شکّ أنّ المرء یطمئن إلى هذا الوعد، لا کالوعد الذی یعده الشیطان المخادع الضعیف الذی یجرّ المرء إلى العصیان، فالشیطان ضعیف وجاهل بالمستقبل، ولذلک لیس وعده سوى الضلال والتحریض على الإثم.

 


1. تفسیر روح البیان، ج 1، ص 431; وتفسیر مجمع البیان، والتفسیر الکبیر، ذیل الآیة مورد البحث.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; وتفسیر التبیان، ج 2، ص 346.
3. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 258.

 

سورة البقرة / الآیة 268 سورة البقرة / الآیة 269
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma