الأموال التی یمکن إنفاقها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولبحث

شرحت الآیات السابقة ثمار الإنفاق وصفات المنفقین والأعمال التی قد تبطل أعمال الإنفاق الإنسانیة فی سبیل الله. وهذه الآیة تبیّن نوعیّة الأموال التی یمکن أن تنفق فی سبیل الله.

فی بدایة الآیة یأمر الله المؤمنین أن ینفقوا من (طیبات) أموالهم. و«الطیّب» فی اللغة هو الطاهر النقی من الناحیة المعنویة والمادّیة، أی الأموال الجیدة النافعة والتی لا شبهة فیها من حیث حلّیتها.ویؤیّد عمومیة الآیة الروایتان المذکورتان فی سبب النزول. (یا أیها الذین آ منوا أنفقوا من طیّبات ما کسبتم وممّا أخرجنا لکم من الأرض ).

کانت عبارة (ما کسبتم ) إشارة إلى الدخل التجاری، وهذه العبارة إشارة إلى الدخل الزراعی وعائدات المناجم، فهو یشمل کلّ أنواع الدخل، لأنّ أصل دخل الإنسان ینبع من الأرض ومصادرها المتنوّعة، بما فیها الصناعة والتجارة وتربیة المواشی وغیر ذلک.

تقول هذه الآیة: إننا وضعنا مصادر الثروة هذه تحت تصرّفکم، لذلک ینبغی أن لا تمتنعوا عن إنفاق خیر ما عندکم فی سبیل الله.

(ولا تیمّموا الخبیث منه تنفقون ولستم بآخذیه إلاَّ أن تغمضوا فیه ) (1) .

اعتاد معظم الناس أن ینفقوا من فضول أموالهم التی لا قیمة لها أو الساقطة التی لم تعد تنفعهم فی شیء، إنّ هذا النوع من الإنفاق لا هو یربّی روح المنفق، ولاهو یرتق فتقاً لمحتاج، بل لعلّه إهانة له وتحقیر، فجاءت هذه الآیة تنهى بصراحة عن هذا وتقول للناس: کیف تنفقون مثل هذا المال الذی لا تقبلونه أنتم إذا عرض علیکم إلاَّ إذا اضطررتم إلى قبوله؟ أترون إخوانکم المسلمین، بل أترون الله الذی فی سبیله تنفقون أقلّ شأناً منکم؟

الآیة تشیر فی الواقع إلى فکرة عمیقة وهی أنّ للإنفاق فی سبیل الله طرفین، فالمحتاجون فی طرف، والله فی طرف آخر، فإذا اختیر المال المنفق من زهید الأشیاء ففی ذلک إهانة لمقام الله العزیز الذی لم یجده المنفق جدیراً بطیّبات ما عنده کما هو إهانة للذین یحتاجونه، وهم ربما یکونون من ذوی الدرجات الإیمانیة السامیة، وعندئذ یسبّب لهم هذا المال الردیء الألم والعذاب النفسی.

التعبیر بکلمة (الطیّبات) یشمل الطیّب الظاهری الذی یستحقّ الإنفاق والمصرف، وکذلک الطیّب المعنوی، أی الطاهر من الأموال المشتبه والحرام لأنّ المؤمنین لا یرغبون فی تناول مثل هذه الأموال.

کما انّ جملة (لستم بآخذیه إلاَّ أن تغمضوا فیه ) أی أنّکم أنفسکم لاتأخذون غیر الطیّب من المال إلاَّ إذا أغمضتم أعینکم کارهین، دلیل على أنّ المقصود لیس الطهارة الظاهریّة فقط، لأنّ المؤمنین لایقبلون مالاً تافهاً ملوّثاً فی ظاهره، کما لا یقبلون مالاً مشبوهاً مکروهاً إلاَّ بالإکراه والتغاضی.

وجملة (إلاّ أن تغمضوا فیه ) تشمل الجمیع، فما ذهب إلیه بعض المفسّرین من حصرها بأحد هذین المعنیین بعیدٌ عن الصواب، ونظیر هذه الآیة ما جاء فی سورة آل عمران الآیة 92 حیث یقول: (لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبّون ) وطبعاً هذه الآیة ناظرة أکثر إلى الآثار المعنویّة للإنفاق.

وفی ختام الآیة یقول: (واعلموا أنّ الله غنىّ حمید ) أی لا تنسوا أنّ الله لا حاجة به لإنفاقکم فهو غنیٌّ من کلّ جهة، بل أنّ جمیع المواهب والنعم تحت أمره وفی دائرة قدرته، ولذلک فهو حمید ومستحق للثناء والحمد، لأنّه وضع کلّ هذه النعم بین أیدیکم.

واحتمل البعض أنّ کلمة (حمید) تأتی هنا بمعنى اسم الفاعل (حامد) لا بمعنى محمود، أی أنّه على الرغم من غناه عن إنفاقکم فإنّه یحمدکم على ما تنفقون.


1. «تیمُّم» فی الأصل بمعنى القصد أی شیء وجاءت هنا بهذا المعنى واُطلقت هذه الکلمة على التیمم لأنّ الإنسان یقصد الاستفادة من التراب الطاهر کما یقول القرآن: (فتیمموا صعیداً طیب )(النساء، 43; والمائدة، 6).

 

سبب النّزولبحث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma