عن الصادق (علیه السلام) أنّها نزلت فی أقوام لهم رِبَاً فی الجاهلیة، وکانوا یتصدّقون منه، فنهاهم الله عن ذلک وأمر بالصدقة من الطیّب الحلال. (1)
عن علی (علیه السلام) أنّها نزلت فی قوم کانوا یأتون بالحشف (وهو أردأ التمر) فیدخلونه فی الصدقة. (2)
ولیس بین الروایتین أی تعارض، ولعلّ الآیة نزلت فی کلتا الفئتین، فالشأن الأوّل یخص الطهارة المعنویة، ویخص الثانی طیب الظاهر المادّی.
ولکن ینبغی الإشارة إلى أنّ المرابین فی الجاهلیة إمتنعوا عن تعاطی الربا بعد نزول الآیة 275 من سورة البقرة ولم تحرم علیهم أموالهم السابقة، أی أنّ الآیة لم یکن لها أثر رجعی، ولکن من الواضح أنّ هذا المال وإن یکن حلالاً، فهو یختلف عن الأموال الاُخرى، فکان فی الحقیقة أشبه بتحصیل أموال عن طرق مکروهة.