الإنفاق المقبول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة البقرة / الآیة 262 سورة البقرة / الآیة 263

الآیة السابقة بیّنت أهمیّة الإنفاق فی سبیل الله بشکل عام، ولکن فی هذه الآیة بیّنت بعض شرائط هذا الإنفاق (ویستفاد ضمناً من عبارات هذه الآیة أنّ الإنفاق هنا لایختصّ بالإنفاق فی الجهاد).

تقول الآیة (الذین ینفقون أ موالهم فی سبیل الله ثمّ لا یتبعون ما أنفقوا... ولا هم یحزنون ) (1) .

یستفاد بوضوح من هذه الآیة أنّ الإنفاق فی سبیل الله لا یکون مقبولاً عند الله تعالى إذا تبعته المنّة وما یوجب الأذى والألم للمعوزین والمحتاجین، وعلیه فإنّ من ینفق ماله فی سبیل الله ولکنّه یمنّ به على من ینفق علیه، أو ینفقه بشکل یوجب الأذى للآخرین فإنّه فی الحقیقة یحبط ثوابه وأجره بعمله هذا.

إنّ ما یثیر الاهتمام أکثر فی هذه الآیة هو أنّ القرآن لایعتبر رأسمال الإنسان فی الحیاة مقتصراً على رأس المال المادّی، بل یحسب حساب رؤوس الأموال المعنویة والاجتماعیة أیضاً.

إنّ من یعطی شیئاً لأحد ویمنّ علیه بهِ أو یقوم بما یثیر الألم فی نفس المعطی له ویجرح عواطفه فإنّه لا یکون قد أعطاه شیئاً فی الواقع، لأنّه إذا کان قد أعطاه رأسمال، فإنّه قد أخذ منه رأسمال أیضاً، بل لعلّ المنّة التی یمنّ بها علیه ونظرة التحقیر التی ینظر بها إلیه ذات أضرار باهضة یفوق ثمنها ما أنفقه من مال.

إذا لم ینل أمثال هؤلاء الأشخاص أیّ ثواب على إنفاقهم هذا فهو أمر طبیعی وعادل. وقدیصحّ القول إنّ هؤلاء فی کثیر من الأحوال هم المدینون لا الدائنون لأنّ کرامة الإنسان أغلى بکثیر من أیّ مال وثروة.

ولاحظ فی الآیة إنّ کلمتی المنّ والأذى مسبوقتان بـ (ثمّ) التی تفید التراخی، أی وجود فترة زمنیة بین فعلین. فیکون معنى الآیة: إنّ الذین ینفقون، وبعد ذلک لا یمنّون على أحد ولا یؤذون أحداً یکون ثوابهم محفوظاً عند الله، ویعنی هذا ضرورة الإبتعاد عن المنّ والأذى لا فی حالة الإنفاق فحسب، بل علیه أن لا یمنّ علیه فی أوقات تالیة عن طریق تذکیر المنفق علیه بالإنفاق، وهذا دلیل على الدقّة المتناهیة التی یبتغیها الإسلام من الخدمات الإسلامیة الخالصة.

لابدّ من القول إنّ المنّ والأذى اللذین یحبطان قبول الإنفاق لایختصّان بالإنفاق على الفقراء فقط، بل تجنّبهما لازم فی جمیع الأعمال العامّة والاجتماعیة کالجهاد فی سبیل الله والأعمال ذات المنفعة العامّة التی تتطلّب بذل المال.

(لهم أجرهم عند ربّهم ).

تُطمئن هذه الآیة المنفقین أنّ أجرهم محفوظ عندالله لکی یواصلوا هذا الطریق بثقة ویقین، فما کان عند الله باق ولا ینقص منه شیء، بل أنّ عبارة (ربّهم) قد تشیر إلى أن الله تعالى سیزید فی أجرهم وثوابهم.

(ولا خوف علیهم ولا هم یحزنون ).

سبق أن قلنا إنّ الخوف یکون من المستقبل، والحزن على ما مضى. وعلیه فإنّ المنفقین بعلمهم أنّ جزاءهم محفوظ عند الله لن ینتابهم الخوف من یوم البعث الآتی، ولا هم یحسّون بالحزن على ما أنفقوه فی سبیل الله.

وذهب البعض إلى أنّه لا خوف من الفقر والحقد والبخل والغبن وأمثال ذلک ولا حزن على ماأنفقوا فی سبیل الله.

وفی الحدیث الشریف عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: «من أسدى إلى مؤمن معروفاً ثمّ آذاه

بالکلام أو منّ علیه فقد أبطل صدقته» (2) فالشخص الذی ینفق فی سبیل الله ولم یرتکب مثل هذه الأعمال بعد ذلک لایخشى بطلان إنفاقه، والمفاهیم الإسلامیة تؤکّد دقّة الشریعة المقدّسة فی هذا المجال بحیث إنّ بعض العلماء الأقدمون قالوا: (أنّک إذا تصدّقت على شخص وتعلم أنّک إذا سلّمت علیه سیصعب علیه ذلک فیتذکر صدقتک علیه فلا تسلّم علیه) (3) .


1. «مَنَّ» بمعنى حجر المیزان المعروف ثمّ اُطلقت على النعم المهمّة التی یلاحظ فیها الجانب العملی «ومنن الله تعالى من هذا القبیل» وإن کان الملحوظ فیها الجانب اللفظی کانت قبیحة جدّاً وفی الآیة أعلاه وردت بهذا المعنى الثانی.
2. تفسیر البرهان، ج 1، ص 253، ح 1.
3.تفسیر روح الجنان، ج 2، ص 364.

 

سورة البقرة / الآیة 262 سورة البقرة / الآیة 263
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma