الدین لیس إجباریّاً

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولالدین لا یُفرض

إنّ آیة الکرسیّ فی الواقع هی مجموعة من توحید الله تعالى وصفاته الجمالیة والجلالیة التی تشکّل أساس الدین، وبما أنّها قابلة للأستدلال العقلی فی جمیع المراحل ولیست هناک

حاجة للإجبار والإکراه تقول هذه الآیة: (لا إکراه فی الدین قد تبیّن الرشد من الغىّ ).

(الرشد) لغویاً تعنی الهدایة للوصول إلى الحقیقة، بعکس (الغیّ) التی تعنی الانحراف عن الحقیقة والإبتعاد عن الواقع.

ولمّا کان الدین یهتّم بروح الإنسان وفکره ومبنیّ على أساس من الإیمان والیقین، فلیس له إلاّ طریق المنطق والاستدلال وجملة: (لا إکراه فی الدین ) فی الواقع إشارة إلى هذا المعنى، مضافاً إلى أنّ المستفاد من شأن نزول هذه الآیة وأنّ بعض الجهلاء طلبوا من رسول الله (صلى الله علیه وآله)أن یقوم بتغییر عقائد الناس بالإکراه والجبر فجاءت الآیة جواباً لهؤلاء وأنّ الدین لیس من الاُمور التی تفرض بالإکراه والإجبار وخاصّة مع کلّ تلک الدلائل الواضحة والمعجزات البیّنة التی أوضحت طریق الحقّ من طریق الباطل، فلا حاجة لأمثال هذه الاُمور.

وهذه الآیة ردٌّ حاسم على الذین یتهمّون الإسلام بأنّه توسّل أحیاناً بالقوّة وبحدّ السیف والقدرة العسکریة فی تقدّمه وإنتشاره، وعندما نرى أنّ الإسلام لم یسوّغ التوسل بالقوّة والإکراه فی حمل الوالد لولده على تغییر عقیدته الدینیّة فإنّ واجب الآخرین بهذا الشأن یکون واضحاً، إذ لو کان حمل الناس على تغییر أدیانهم بالقوّة والإکراه جائزاً فی الإسلام، لکان الأولى أن یجیز للأب ذلک لحمل إبنه على تغییر دینه، فی حین أنّه لم یعطه مثل هذا الحقّ.

ومن هنا یتّضح أنّ هذه الآیة لاتنحصر بأهل الکتاب فقط کما ظنّ ذلک بعض المفسّرین، وکذلک لم یمسخ حکم هذه الآیة کما ذهب إلى ذلک آخرون، بل إنّه حکم سار وعام ومطابق للمنطق والعقل.

ثمّ إنّ الآیة الشریفة تقول کنتیجة لما تقدّم: (فمن یکفر بالطاغوت ویؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقى لا انفصام لها ).

(الطاغوت) صیغة مبالغة من طغیان، بمعنى الإعتداء وتجاوز الحدود، ویطلق على کلّ ما یتجاوز الحدّ، لذلک فالطاغوت هو الشیطان والصنم والمعتدی والحاکم الجبّار والمتکبّر، وکلّ معبود غیر الله، وکلّ طریق لا ینتهی إلى الله، وهذه الکلمة تعنی المفرد وتعنی الجمع.

أمّا المقصود بالطاغوت، فالکلام کثیر بین المفسّرین. قال بعض إنّه الصنم، وقال بعض إنّه الشیطان، أو الکهنة، أو السحرة، ولکن الظاهر أنّ المقصود هو کلّ اُولئک، بل قد تکون أشمل من کلّ ذلک، وتعنی کلّ متعدّ للحدود، وکلّ مذهب منحرف ضال.

إنّ الآیة فی الحقیقة تأیید للآیات السابقة التی قالت أن: (لا إکراه فی الدین )، وذلک لأنّ

الدین یدعو إلى الله منبع الخیر والبرکة وکلّ سعادة، بینما یدعو الآخرون إلى الخراب والانحراف والفساد، على کلّ حال، إنّ التمسّک بالإیمان بالله هو التمسّک بعروة النجاة الوثقى التی لا تنفصم.

(والله سمیعٌ علیم ).

الإشارة فی نهایة الآیة إلى الحقیقة القائلة إنّ الکفر والإیمان لیسا من الاُمور الظاهریة، لأنّ الله عالم بما یقوله الناس علانیة ـ وفی الخفاء ـ وکذلک هو عالم بما یکنّه الناس فی ضمائرهم وقلوبهم.

وفی هذه الجملة ترغیب للمؤمنین الصادقین، وترهیب للمنافقین.

 

 

سبب النّزولالدین لا یُفرض
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma