انتشر مرض الطاعون فی إحدى مدن الشام وأخذ یحصد الناس بسرعة عجیبة، فهجر المدینة جمع من الناس أملاً فی النجاة من مخالب الموت، وإذ نجوا من الموت فعلاً بهروبهم من ذلک الجو الموبوء، شعروا فی أنفسهم بشیء من القدرة والاستقلالیة، وحسبوا أنّ نجاتهم مدینة لعوامل طبیعیة غافلین عن إرادة الله ومشیئته، فأماتهم الله فی تلک الصحراء بالمرض نفسه.
قیل: إنَّ نزول المرض بأهل هذه المدینة کان عقاباً لهم، لأنّ زعیمهم وقائدهم طلب منهم أن یستعدّوا للحرب وأن یخرجوا من المدینة. ولکنّهم رفضوا الخروج للحرب بحجّة أنّ مرض الطاعون متفشیّ فی میادینها، فابتلاهم الله بما کانوا یخشونه ویفرّون منه، فانتشر بینهم مرض الطاعون، فهجروا بیوتهم وهربوا من المرض إلى خارج المدینة حیث انشب المرض مخالبه فیهم وماتوا، ومضى زمان على هذا حتى مرّ یوماً «حزقیل» (1) أحد أنبیاء بنی إسرائیل بذلک المکان ودعا الله أن یحییهم، فأستجاب الله دعاءه وأحیاهم. (2)