5 ـ المرحلة الجدیدة فی حیاة المرأة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
4 ـ قصّة المرأة فی التّاریخ وحقوقها المهدورة 6 ـ المفهوم الصحیح للمساواة

مع ظهور الإسلام وانتشار تعالیمه السامیة، دخلت حیاة المرأة مرحلة جدیدة بعیدة کلّ البعد عمّا سبقها. فی هذه المرحلة أصبحت المرأة مستقلّة ومتمتّعة بکلّ حقوقها الفردیة والاجتماعیة والإنسانیة.

تقوم تعالیم الإسلام بشأن المرأة على أساس الآیات التی ندرسها فی هذا المبحث حیث یقول تعالى: (ولهنَّ مثلُ الذی علیهنَّ بالمعروف )، فالمرأة بموجب هذه الآیة تتمتّع بحقوق تعادل ما علیها من واجبات ثقیلة فی المجتمع.

 

الإسلام اعتبر الرجل کالمرأة کائناً ذا روح إنسانیّة کاملة، وذا إرادة واختیار، ویطوی طریقه على طریق تکامله الذی هو هدف الخلقة، ولذلک خاطب الرجل والمرأة معاً فی بیان واحد حین قال: (یا أیّها النَّاس ) و (یا أیّها الذین آمنوا ). وضع لهما منهجاً تربویاً وأخلاقیاً وعلمیاً ووعدهما معاً بالسعادة الأبدیة الکاملة فی الآخرة، کما جاء فی قوله تعالى: (وَ مَنْ عَمِلَ صالحاً من ذکر أو اُنثى وهو مؤمنٌ فاُولئک یدخلون الجنّة ) (1) .

وأکّد أنّ الجنسین قادران على إنتهاج طریق الإسلام للوصول إلى الکمال المعنویّ والمادیّ ولبلوغ الحیاة الطیّبة المفعمة بالطمأنینة، نظیر ما جاء فی قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صالِحاً من ذکر أو اُنثى وَهوَ مؤمنٌ فَلَنُحیِیَنّه حیاةً طیّبة ولَنجزینّهم أجرهم بأحسن ما کانوا یعملون ) (2) .

الإسلام یرى المرأة کالرجل إنساناً مستقلاًّ حرّاً، وهذا المفهوم جاء فی مواضع عدیدة من القرآن الکریم، کقوله تعالى: (کلّ نفس بما کسبت رهینة ) (3) . (مَن عَمِلَ صالحاً فلنفسه وَ مَنْ أساء فعلیها ) (4) .

هذه الحریّة قرّرها الإسلام للمرأة والرجل، ولذلک فهما متساویان أمام قوانین الجزاء: (الزانیة والزانی فاجلدوا کلّ واحد منهما مائة جلدة ) (5) .

لمّا کان الإستقلال یستلزم الإرادة والاختیار، فقد قرّر الإسلام هذا الاستقلال فی جمیع الحقوق الاقتصادیة، وأباح للمرأة کلّ ألوان الممارسات المالیة، وجعلها مالکة عائدها وأموالها، یقول سبحانه فی سورة النساء: (للرجالِ نصیبٌ ممّا اکتسبوا وللنساءِ نصیبٌ ممّا اکتسبن ) (6) .

کلمة «اکتساب» ـ خلافاً لکلمة «کسب» ـ لا تستعمل إلاَّ فیما یعود نتیجته على الإنسان نفسه (7) .

ولو أضفنا إلى هذا المفهوم القاعدة العامّة القائلة: «الناس مسلّطون على أموالهم» (8) لفهمنا مدى الإحترام الذی أقرّه الإسلام للمرأة بمنحها الاستقلال الاقتصادی، ومدى التساوی الذی قرّره بین الجنسین فی هذا المجال.

فالمرأة ـ فی مفهوم الإسلام ـ رکن المجتمع الأساسی، ولایجوز التعامل معها على أنّها موجود تابع عدیم الإرادة یحتاج إلى قیّم.

 


1. غافر، 40.
2. النحل، 97.
3. المدّثر، 38.
4. فصّلت، 46; والجاثیة، 15.
5. النور، 2.
6. النساء، 32.
7. راجع مفردات الراغب، هذا طبعاً حین تتقابل کلمتی: «کسب» و «اکتساب».
8. بحارالانوار، ج 2، ص 272، ح 7; وعوالى اللآلی، ج 1، ص 222، ح 99.

 

4 ـ قصّة المرأة فی التّاریخ وحقوقها المهدورة 6 ـ المفهوم الصحیح للمساواة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma