هنا یشیرالقرآن الکریم إلى أصل أساس، وهو أنه کلّما کانت هناک وظیفة ومسؤولیّة کان هناک حقّ إلى جانبها، یعنی أنّ الوظیفة والحقّ لاینفصلان أبداً، فمثلاً أنّ على الوالدین وظائف بالنّسبة للأولاد، وهذه الوظائف تسبّب إیجاد حقوق فی عهدة الأولاد، أو أنّ القاضی موظّف فی تحقیق العدالة فی المجتمع ما أمکنه ذلک، وفی مقابل هذه الوظیفة والمسؤولیّة له حقوق کثیرة فی عهدة الآخرین، وهکذا بالنّسبة إلى الأنبیاء (علیهم السلام) وأقوامهم.
وفی الآیة مورد البحث إشارة إلى هذه الحقیقة حیث تقول إنّ النساء لهنّ من الحقوق بمقدار ما علیهنّ من الواجبات والوظائف، وهذا التّساوی بین الحقوق والواجبات یسهّل عملیّاً إجراء العدالة فی حقّهن، وکذلک یثبت عکس هذا المطلب أیضاً فمن جُعل له حقّاً ففی مقابله علیه واجبات ومسؤولیّات لابدّ من أدائها، ولذلک لانجد أحداً له حقّ من الحقوق فی أحد الموارد ولیست فی ذمتّه وظیفة ومسؤولیّة.