أحیاناً ینشأ فی مناخ الاُسرة وبسبب عوامل مختلفة بعض الاختلافات الجزئیّة وتتهیّأ الأرضیّة النفسیّة لکلٍّ من الزّوجین بشکل یشتد فیه حسّ الإنتقام وتنطفی فیه أنوار العقل والوجدان. وفی الغالب تکون حالات الفرقة وتشتّت العائلة ناشئة من هذه الموارد والحالات، ولکن یُشاهد فی کثیر من الحالات أنّ کلّ من الزّوجة والزّوج بعد حصول النّزاع والفُرقة بفترة قلیلة من الزّمان یصیبهم النّدم وخاصّة بعد مشاهدة إنهدام الاُسرة وتلاشی المحیط العائلی الدّافیء لتصبَّ حیاتهم فی بحر المشاکل المختلفة.

وهنا تقول الآیة مورد البحث: أنّ على النّساء العدّة والصبر ریثما تهدأ تلک الأمواج النفسیّة وتنقشع سحب النّزاع والعداوة عن سماء الحیاة المشترکة، وخاصّة إذا أخذنا بنظر الاعتبار حکم الإسلام فی وجوب بقاء المرأة وعدم خروجها من بیت زوجها طیلة مدّة العادة حیث یبعث ذلک على حُسن التفکّر وإعادة النّظر فی قرار الطّلاق ممّا یؤثّر ذلک کثیراً فی رسم وصیاغة علاقاتها مع زوجها، ولذلک نقرأ فی سورة الطّلاق آیة 1: (لا تخرجوهنّ من بیوتهنّ... لا تدری لعلّ الله یُحدث بعد ذلک أمرا ).

وفی الغالب نلحظ أنّه یکفی لإستعادة المناخ الملائم والأجواء الدّافئة للاُسرة قبل الطّلاق قلیل من تقویة المحبّة وإعادة المیاه إلى مجاریها.