1ـ سلب قدرة التشخیص ومسألة الجبر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
المجموعة الثّانیة: الکفّار المعاندون2ـ لماذا یصرّ الأنبیاء على هدایة هؤلاء إذا کانوا لا یهتدون؟

أول سؤال یطرح فی هذا المجال یدور حول مسألة الجبر، التی قد تتبادر إلى الأذهان من قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ... ) فهذا الختم یفید بقاء هؤلاء فی الکفر إجباراً، دون أن یکون لهم اختیار فی الخروج من حالتهم هذه، ألیس هذا بجبر؟ وإذا کان جبراً فلماذا العقاب؟

القرآن الکریم یجیب على هذه التساؤلات ویقول: إنّ هذا الختم وهذا الحجاب هما نتیجة إصرار هؤلاء ولجاجهم وتعنّتهم أمام الحق، واستمرارهم فی الظلم والطغیان والکفر، یقول تعالى: (بل طبع الله علیها بکفرهم ) (1) ویقول: (کذلک یطبع الله على کلِّ قلب متکبِّر جبار ) (2) ویقول أیضاً: (افرایت من اتَّخذ إلهه هواه واضلَّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً ) (3) .

کل هذه الآیات تقرر أنّ السبب فی سلب قدرة التشخیص، وتوقف أجهزة الإدراک عن العمل یعود إلى الکفر والتکبر والتجبر واتّباع الهوى واللجاج والعناد أمام الحق، هذه الحالة التی تصیب الإنسان، هی فی الحقیقة ردّ فعل لأعمال الإنسان نفسه.

من المظاهر الطبیعیة فی الموجود البشری، أنّ الإنسان لو تعوّد على انحراف واستأنس به، یتخذ فی المرحلة الاُولى ماهیّة الـ«حالة» ثمّ یتحول إلى «عادة» وبعدها یصبح «ملکة» وجزءً من تکوین الإنسان حتى یبلغ أحیاناً درجة لا یستطیع الإنسان أن یتخلّى عنها أبداً، لکن الإنسان إختار طریق الانحراف هذا عن علم ووعی، ومن هنا کان هو المسؤول عن عواقب أعماله، دون أن یکون فی المسألة جبر، تماماً مثل شخص فقأ عینیه وسدَّ اُذنیه عمداً، کی لا یسمع ولا یرى.

ولو رأینا أنّ الآیات تنسب الختم وإسدال الغشاوة إلى الله، فذلک لأنّ الله هو الذی منح الانحراف مثل هذه الخاصیة. (تأمّل بدقّة).

عکس هذه الظاهرة مشهود أیضاً فی قوانین الطبیعة، أی إنّ الفرد السائر على طریق الطهر والتقوى والاستقامة تمتد ید الله عزوجل إلیه لتقوّی حاسّة تشخیصه وإدراکه ورؤیته، هذه الحقیقة توضّحها الآیة الکریمة. (یا أیُّها الَّذین آمنوا ان تتَّقوا الله یجعل لکم فرقاناً ) (4) .

فی حیاتنا الیومیة صور عدیدة لأفراد ارتکبوا عملا محرّماً، فتألّموا فی البدایة لما فعلوه واعترفوا بذنبهم، لکنهم استأنسوا تدریجیّاً بفعلهم، وزالت من نفوسهم حساسیتهم السابقة تجاه الذنب، ووصل أمرهم إلى حدٍّ یجدون اللذة والإنشراح فی الانحراف، وقد یضفون علیه صفة الواجب الإنسانی أو الواجب الدینی!!

وفی تأریخنا الإسلامی ظهر مجرمون سفّاکون مولعون بإزهاق الأرواح والتنکیل بالمسلمین کما ذکر فی حالات «الحجاج بن یوسف الثقفی» أنّه کان یضع لأعماله الإجرامیة تبریرات دینیة، ویقول مثلا: إنّ الله سلّطنا على هؤلاء النّاس المذنبین لنظلمهم، فهم مستحقون لذلک!!

وکذلک قیل: إنّ أحد جنود المغول خطب فی أحد مدن ایران الحدودیة وقال: ألستم تعتقدون أنّ عذاب الله یصیب المذنبین؟ فنحن عذاب الله علیکم، فلا ینبغی لکم المقاومة.


1. النساء، 155.
2. المؤمن، 35.
3. الجاثیة، 23.
4. الأنفال، 29.
 

 

المجموعة الثّانیة: الکفّار المعاندون2ـ لماذا یصرّ الأنبیاء على هدایة هؤلاء إذا کانوا لا یهتدون؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma