تنویه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
آثار الغیرة فی حرکة الحیاةتفسیر واستنتاج

لقد بحث علماء الأخلاق هذا الموضوع تحت عنوان المعاشرة والعزلة فی کتبهم الأخلاقیة، ونقرأ أحیاناً فی هذه الکتب اختلاف العلماء فی أیّهما الأفضل، المعاشرة مع الناس أو العزلة والانزواء؟ فقد یرى البعض أنّ العزلة أو الانزواء عن الناس أفضل من معاشرتهم والاختلاط بهم، وبعض آخر رجحّ المعاشرة والاختلاط على العزلة، وذهب ثالث إلى أنّ ذلک یختلف باختلاف الظروف والشرائط، فتارة یکون الأول أفضل من الثانی واُخرى بالعکس.

ولکن المحققین (وخاصة فی عصرنا الحاضر) وبالاقتباس من الکتاب والسنة ودلیل العقل یرون أنّ الأصل فی حیاة الإنسان هو أن یعیش حالة الأُلفة، وذهبوا إلى أنّ الإنسان موجود اجتماعی ولا یتمکن من الصعود بمستواه الأخلاقی وتکامله المعنوی والنضج العقلی إلاّ فی ظل المجتمع والاختلاط مع الآخرین، وبذلک یتسنى له التسریع فی حلّ مشاکله والتخفیف من آلامه ووصوله إلى السعادة المنشودة.

هؤلاء یرون أنّ الانزواء أو العزلة لا تنسجم مع فطرة الإنسان السلیمة ولا تتوافق مع روح التعلیمات الإسلامیة والقرآنیة، بل إنّ المفاهیم الإسلامیة تؤکّد على الروح الاجتماعیة لدى الإنسان وتجعل من المعاشرة البنّاءة بشکل عبادة جماعیة من قبیل صلاة الجمعة والجماعة والمسائل المتعلّقة بحقوق الإنسان والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وإجراء الحدود وإحقاق الحقوق والتعاون على البر والتقوى وأمثال ذلک.

إنّ الإسلام یرى أنّ «یَدُ اللهِ مَعَ الجَمـاعَةِ» کما ورد فی الحدیث الشریف، وأنّ أی إبتعاد عن صفوف المسلمین یؤدّی إلى نفوذ الشیطان واستیلائه على الإنسان کما ورد فی نهج البلاغة: «والشَّـاذُّ مِنَ الغَنَمِ لِلذِّئِبِ»(1).

وبهذه الإشارة نعود إلى القرآن الکریم لنستعرض الآیات الشریفة فی هذا الموضوع:

1 ـ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِیعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْکُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَکُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَة مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْهَا کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللهُ لَکُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ)(2).

2 ـ (وَمَنْ یُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدَى وَیَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِیراً)(3).

3 ـ (هُوَ الَّذِی أَیَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِینَ * وَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِی الاَْرْضِ جَمِیعاً مَا أَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَکِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ)(4).

4 ـ (إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفّاً کَأَنَّهُمْ بُنیَانٌ مَرْصُوصٌ)(5).

5 ـ (وَجَعَلْنَا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِیَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا کَتَبْنَاهَا عَلَیْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَایَتِهَا)(6).

 

 

 


1. نهج البلاغة، الخطبة 127.
2. سورة آل عمران، الآیة 103.
3. سورة النساء، الآیة 115.
4. سورة الانفال، الآیة 62 و 63.
5. سورة الصف، الآیة 4.
6. سورة الحدید، الآیة 27.
 
 
آثار الغیرة فی حرکة الحیاةتفسیر واستنتاج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma