الآثار الإیجابیة والثمار الطیبة للعفو والصفح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
أقسام العفوطرق علاج الانتقام وکسب فضیلة العفو

رأینا أنّ العفو والصفح باعتبارهما من الفضائل الأخلاقیة التی وردت کثیراً فی الآیات والروایات الشریفة تجتمع فیها آثار إیجابیة ومعطیات حمیدة کثیرة فی حرکة الحیاة الفردیة والاجتماعیة حیث یمکن بیان خلاصتها:

1 ـ إنّ سلوک طریق العفو والصفح یمکنه أن یبدّل العدو الشرس أحیاناً الى صدیق حمیم وخاصة فیما لو کان متزامناً بالإحسان إلى الطرف المقابل، أی بالإجابة بالحسنة مقابل

السیئة کما وردت الإشارة إلى ذلک فی الآیة 34 من سورة فصلت.

2 ـ إنّ العفو والصفح یتسببان فی دوام الحکومات واستمرار القدرة السیاسیة بین ذلک الحاکم الذی یمارس العفو مقابل أعدائه حیث یقلل من حالة العداء والخصومة لدى مخالفیه ویزید من جماعة الأصدقاء والمحبّین، ونقرأ ذلک فی الحدیث الشریف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «عَفوُ المُلُوکِ بَقـاءُ المُلکِ»(1).

3 ـ إنّ العمل بمقتضى العفو والصفح یتسبب فی زیادة عزّة الشخص وتقویة مکانته وشخصیته فی المجتمع، لأنّ ذلک علامة على قوة الشخصیة والشرف وسعة الصدر، فی حین أنّ ممارسة الانتقام والثأر یدلّ على ضیق الاُفق وعدم التسلّط على النفس وانفلات قوى الشر وتسلطها على الإنسان، وقد جاء فی الحدیث الشریف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «عَلَیکُم بِالعَفوِ فَإِنَّ العَفوَ لا یَزیدُ إِلاّ عَّزاً»(2).

4 ـ إنّ العفو یقطع تسلسل الحوادث اللاّأخلاقیة فی واقع الناس من الحقد والبغضاء وکذلک السلوکیات الذمیمة والقساوة والجریمة، وفی الواقع فإنّ العفو بمثابة المحطّة الأخیرة التی تقف عندها کل عناصر الشرّ هذه فلا یتجاوزها، لأنّ الانتقام والثأر یتسبب من جهة إلى تسعیر نار الحقد فی القلوب ویدعوها إلى التعامل بقساوة أشد ویفعّل فیها الکراهیة وعناصر الخشونة، وهکذا یستمر الحال فی عملیة تصاعدیة، وأحیاناً یؤدّی الحال إلى نشوب معارک طاحنة بین طائفتین أو قبیلتین کبیرتین أو تسفک فی ذلک الکثیر من الدماء وتدمر الکثیر من الطاقات والأموال والثروات.

وقد ورد فی الحدیث الشریف عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «تَعـافُوا تَسقُطُ الضِّغـائِنُ بَینَکُم»(3).

5 ـ إنّ العفو یتسبب فی سلامة الروح وهدوء النفس وسکینة القلب وبالتالی یتسبب فی طول العمر کما ورد فی الحدیث الشریف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «مَنْ کَثُرَ عَفوُهُ مُدَّ فِی عُمرُهُ»(4).

وبالطبع فما ذکرنا أعلاه هو من قبیل الآثار الإیجابیة الدنیویة والبرکات الاجتماعیة للعفو والصفح، وأمّا النتائج المعنویة والأجر والثواب الاُخروی فأکثر من ذلک بکثیر، ونکتفی فی هذا المعنى بحدیث عن أمیرالمؤمنین(صلى الله علیه وآله) یقول فیه: «العَفوُ مَعَ القُدرَةِ جُنَّةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ سُبحـانَهُ»(5).

وأمّا أسباب ودوافع الانتقام والثأر فکثیرة أیضاً ومنها ضیق الاُفق والصدر وعدم النظر إلى المستقبل، والحسد والحقد، وضعف النفس، واتباع الهوى، والکثیر من الصفات الذمیمة الاُخرى التی تدفع کل واحدة منها أو بضمّها إلى الاُخرى الإنسان إلى السقوط فی نار الانتقام وحالة الردّ بالمثل للتشفی والأخذ بالثأر، وبالتالی زیادة النزاعات والصراعات بین الأفراد ممّا یفضی أخیراً إلى هدم نظام المجتمع وتلف الأموال والأنفس وهدر الطاقات والإمکانات للمجتمعات البشریة.

 


1. بحار الانوار، ج74، ص168.
2. اصول الکافی، ج2، ص108.
3. کنز العمال، ج3، ص373، ح7004.
4. میزان الحکمة، ج3، ح13184.
5. غرر الحکم.

 

أقسام العفوطرق علاج الانتقام وکسب فضیلة العفو
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma