أسباب ودوافع الغضب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
الآثار السلبیة والمخرّبة للغضبعلاج الغضب

إنّ الغضب باعتباره ظاهرة روحیة معقّدة له عوامل وأسباب مختلفة، ومعرفة هذه العوامل والدوافع ضروریة فی عملیة الوقایة من أخطار هذه الحالة السلبیة، ومن جملة العوامل والأسباب لتفعیل هذه الحالة فی نفس الإنسان وظهور آثارها السلبیة الخطیرة هی:

1 ـ التسرع فی الحکم: إنّ کل إنسان فی حیاته الفردیّة والاجتماعیة یسمع یومیاً بعض الأخبار غیر المسّرة وقد یحکم علیها مباشرة من موقع حالة الغضب المستعرة فی قلبه، وقد یتصرف تصّرفاً أحمقاً ویرتکب بعض الأعمال الخطیرة وما أکثر ما یتبیّن عدم صحة الخبر أو على الأقل عدم مطابقته للواقعیات تماماً لدى التحقیق والتأنّی، وبالتالی فلا مبرر له على الغضب والحدّة.

أجل فإنّ التسرّع فی الحکم فی مثل هذه المسائل یعدّ عاملاً مهمّاً لبروز حالة الحدّة والغضب على طول التاریخ وترتّب العواقب الوخیمة علیه.

وقد ورد فی الحدیث الشریف عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) قوله: «مَنْ طبـائِعِ الجُّهـالِ التَّسَرُّعُ إِلى الغَضَبِ فِی کُلِّ حـال»(1).

2 ـ ضیق الاُفق: إنّ الأشخاص الذین یعیشون سعة الصدر وکبر الروح وقوّة الشخصیة وسعة الفکر فإنّهم یتحمّلون الحوادث الصعبة ویواجهون تحدّیات الواقع المرّة بکامل الوقار وحفظ النفس، ولکنّ الأشخاص الذین یعیشون ضیق الاُفق فإنّهم ینفعلون بأقل حادثة غیر ملائمة وأحیاناً یخرج زمام اُمورهم من أیدیهم ویتصرّفون تصّرفاً طائشاً.

والحدیث الذی قرأناه آنفاً من أنّ سرعة الغضب والحدّة من أخلاق الجهّال هو إشارة إلى هذه الحقیقة أیضاً.

3 ـ التکبّر والغرور: إنّ الأشخاص الذین یعیشون روح التکبّر والغرور، ویرغبون دائماً فی أن یحفظ لهم الآخرون احترامهم ولا یتجاوزوا حدودهم ویقومون لهم حین دخولهم المجلس إکراماً لهم واحتراماً یرون لأنفسهم إمتیازات خاصة على سائر الناس، ولکن إذا لم یحصلوا على هذه التوقّعات ولم یجدوا فی الناس ذلک الأحترام والإکرام فسوف تتحرّک فیهم حالة الغضب والحدّة، فی حین أنّ عنصر الشر موجود فی باطنهم والعامل الأساس لشقائهم موجود فی ذواتهم ولا ذنب للآخرین.

ونقل فی الروایة عن السید المسیح(علیه السلام) ضمن بیانه لأسباب الغضب أنّه عدّ التکبّر والعجب والغرور من العوامل لذلک(2).

ونقرأ فی حدیث آخر عن السید المسیح(علیه السلام) أیضاً أنّ الحواریین قالوا له: «یـا مُعَلمَ الخَیرِ، عَلِّمنـا أَیّ الأَشیاءِ أَشَدُّ؟

فَقَالَ(علیه السلام): أَشَدُّ الأشیاء غَضَبُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالُوا: فَبِمَ یُتَّقى غَضَبُ الله؟ قَالَ: بِأَنْ لا تَغضَبُوا.

قَالُوا: وَمـا بِدؤ الغَضَبِ؟ قال(علیه السلام): «الکِبرُ والتَّجبُّرُ وَمَحقَرَةُ النّاسِ»(3).

4 ـ الحسد والحقد: إنّ الأشخاص الذین یعیشون الحسد والحقد تجاه الآخرین فإنّ المواد الأولیة لهذه الحالات الذمیمة موجودة فی باطنهم کما یخزن البارود والدینامیت فی مخازن ولا یحتاج إلاّ إلى شرارة خفیفة من الخارج حتى ینفجر برکان الغضب ویستولی على جمیع کیانهم، وفی الحدیث الشریف عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) یقول: «الحِقدُ مَثـارُ الغَضَبِ»(4).

5 ـ الحرص وحبّ الدنیا: إنّ الأشخاص الذین یهیمون بحبّ الدنیا ویملأ وجودهم الحرص على تحصیل زخارفها وزبارجها، فإنّهم لا یتحمّلون أن یجدوا أیّة مزاحمة وخسارة محتملة لمنافعهم الدنیویة، ولذلک نجدهم یثورون لأتفه الأسباب فیما لو تعرّضوا لبعض الخسائر الطفیفة، وبما أنّ الحیاة الاجتماعیة لا تخلو من أمثال هذه المزاحمات والمضایقات، بل یمکن القول أنّ هذه المزاحمات والمضایقات جزء من کل یوم من أیّام الدنیا، ولذلک نجد مثل هؤلاء الأشخاص یعیشون الغضب والحدّة باستمرار وفیما لو لم یستطیوا إبراز غضبهم فی بعض الحالات فإنّ نار الغضب تستقر فی ذواتهم وتحرق طاقاتهم الخیّرة وإمکاناتهم الإیجابیة فی عالم النفس.

وکما ورد فی ذیل الحدیث المذکور آنفاً عن السید المسیح(علیه السلام) أنّه أشار إلى هذا العامل: «وَشِدَّةُ الحِرصِ عَلى فُضُولِ المَالِ وَالجاهِ».

 


1. غرر الحکم.
2. محجة البیضاء، ج5، ص304.
3. سفینة النجاة، مادة غضب.
4. غرر الحکم.

 

الآثار السلبیة والمخرّبة للغضبعلاج الغضب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma