أقسام العهد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
علاج نقض العهدإلتزام المسلمین بالعهود والمواثیق

هناک أنواع وأقسام للعهد حیث یمکن تقسیمها إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ العهد مع الله.

2 ـ العهد مع الناس.

3 ـ العهد مع النفس.

أما العهد مع الله تعالى فالکثیر من الفقهاء ذکروا فی کتبهم الفقهیة بحث العهد إلى جانب بحث النذر، وذکروا أنّه لو أراد الشخص أن یعاهد الله على أمر من الاُمور فعلیه إجراء صیغة العهد وهی أن یقول مثلا: «عـاهَدْتُ اللهَ أَنَّهُ مَتـى شَفـانِی اللهُ أَصومُ ثَلاثَةَ أَیّـام أَوْ أَتَصَدَّقُ بِکَذا وَکَذا».

وحینئذ یجب علیه الوفاء بعهده هذا ولو إرتکب ما ینقض هذا العهد علیه دفع کفارة، وکفارته على المشهور هی کفارة إفطار یوم من شهر رمضان المبارک.

وعلى هذا فانّ العهد مع الله تعالى لیس لازماً من الناحیة الأخلاقیة فقط بل من الناحیة الفقهیة أیضاً ونقضه یستوجب الکفارة، وحتى إذا لم یقرأ المکلف صیغة العهد هذه بل نوى فی قلبه ذلک فمن الأفضل له أن یوفی بعهده مع الله تعالى.

القرآن الکریم یقول فی ذم طائفة من المؤمنین الضعیفی الإیمان أو من المنافقین الذین لم یشترکوا فی حرب الأحزاب: (وَلَقَدْ کـانُوا عـاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ الأَدْبـارَ وَکـانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤولاً)(1).

یقول فی مکان آخر: «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عـاهَدْتُمْ».

وبعض المفسرین ذکروا فی تفسیر هذه الآیة أنّ العهد هنا یعنى البیعة مع النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، وذهب بعض آخر إلى أنّه یعنی الجهاد فی سبیل الله، وذهب آخرون إلى أنّ معناه هو القسم بالله تعالى، وبعض آخر ذهب إلى أنّه یعنى کل عمل واجب بحکم العقل أو النقل(2).

وأمّا العهد مع الناس فیشمل کل أشکال العقود والمواثیق بین أفراد البشر، وفیما لو تأطرت بقوالب شرعیة وعقلائیة فالوفاء بها واجب، ولکن بعض أشکال العهد الذی یقع من جانب واحد کأن یتعاهد الإنسان أن یبذل المعونة لشخص آخر فمثل هذه العهود تسمى (عهود إبتدائیة) وکذلک أشکال الوعد الذی یقوم من جانب واحد، فالوفاء بهذا العهد أو الوعد غیر واجب من الناحیة الفقهیة بل مستحب مؤکد، ولکن فی المنظور الأخلاقی فالالتزام بها واجب ولازم وإلاّ فیحرم الإنسان من نیل الفضائل الإخلاقیة والمقامات العالیة الإنسانیة.

وقد ورد فی بعض الروایات أنّ الإنسان المؤمن إذا وعد غیره بشىء فإنّه بمنزلة النذر رغم عدم وجوب الکفارة عند عدم الوفاء به، کما یقول الإمام الصادق(علیه السلام): «عِدَةُ الْمُؤْمِنِ أَخـاهُ نَذْرٌ لا کَفّـارَةَ لَهُ فَمَنْ أَخْلَفَ فَبِخُلْفِ اللهِ بَدَءَ وَلَمِقْتِهِ تَعَرَّضَ وَقَوْلُهُ یـا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مـا لا تَفْعَلُونَ کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَِنْ تَقولُوا مـا لا تَفْعَلُونَ»(3).

وفی حدیث آخر عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «مَنْ کـانَ یُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ فَلْیَفِ إِذا وَعَدَ»(4).

أما عهد الإنسان مع نفسه فهو أن یتعاهد الإنسان بأن یلتزم خط تهذیب النفس وإصلاحها فی طریق التکامل الأخلاقی والمعنوی والتحلی بالصفات الحسنة والأعمال الصالحة، وهذا العهد له دور مؤثر وبناء فی سلوک خط التهذیب النفسی، وقد ذکره العرفاء الإسلامیون بأنّه أول مراتب السیر والسلوک وذکروه تحت عنوان المشارطة، وهو أنّ الإنسان یتعاهد مع نفسه کل صباح بأن یسیر فی خط الطاعة والإیمان وإجتناب الذنوب والإبتعاد عن الموبقات والآثام، ثم یتحرک فی سلوکه الیومی من موقع المراقبة الدقیقة لأعماله وسلوکیاته لیطمئن على وفائه بذلک الشرط والعهد الذی أخذه على نفسه صباح الیوم، ثم تصل النوبة إلى المحاسبة فی آخر الیوم وقبل النوم وهل أنّه قد إرتکب ما یخالف

ذلک الشرط الذی إشترطه على نفسه أم لا؟

ولا شک أنّ الإنسان القوى الشخصیة ومن یتمتع بوجدان یقظ یهتم کثیراً بمثل هذه العهود والشروط مع نفسه وغیر مستعد لنقضها بسهولة.

وعلیه یمکن القول أنّ الالتزام بالعهود التی یقطعها الإنسان مع نفسه یعدّ أحد طرق تهذیب النفس ونیل الفضائل الأخلاقیة فی حرکة التکامل المعنوی للإنسان.

 

 


1. سورة الأحزاب، الآیة 15.
2. تفسیر الفخر الرازی، ج20، ص16.
3. اصول الکافی، ج2، ص36، ح1.
4. المصدر السابق، ص364، ح2.

 

علاج نقض العهدإلتزام المسلمین بالعهود والمواثیق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma