الوفاء بالعهد فی الروایات الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تفسیر وإستنتاج1 ـ المعطیات الفردیة والاجتماعیة للوفاء بالعهد

وقد وردت فی النصوص الدینیة تعبیرات مهمّة ورائعة جدّاً فی هذا الباب یمکنها أن تکون درساً لنا فی تبیین معالم هذه الصفة الأخلاقیة الکریمة.

وهنا نختار بعض النماذج من هذه الأحادیث لنضعها بین یدی القاریء الکریم:

1 ـ ما ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قوله فی جملة مختصرة: «لا دِینَ لِمَنْ لا عَهدَ لَهُ»(1).

وهذا التعبیر یشیر إلى أنّ جمیع معالم الدین وأرکانه یتلخص بالوفاء بالعهد بالنسبة إلى الخالق والخلق وعلى الأقل أنّه أحد الأرکان المهمّة للدین، ولذلک ورد فی حدیث آخر عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: «أَصلُ الدِّینِ أَداءُ الأَمـانَةِ وَالوَفَاءِ بِالعُهُودِ»(2).

2 ـ وفی حدیث آخر عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أیضاً: «مـا أَیقَنَ بِاللهِ مَنْ لَم یَرع عُهُودِهِ وَذِمَّتِهِ»(3).

لأنّ الناقض للعهد یرى منافعه ومصالحه فی دائرة عصیان الله تعالى ومخالفته، وهذا إنّما یدلّ على عدم توحیده واهتزاز عقیدته فی دائرة التوحید الأفعالی.

3 ـ ونقرأ فی عهد الإمام علی(علیه السلام) المعروف لمالک الأشتر(رضی الله عنه) حیث أَکّد الإمام علی(علیه السلام)على مسألة الوفاء بالعهد فی مقابل أی إنسان وأی طائفة من البشر باعتباره من أهم المسائل على مستوى الحکومة والتعامل مع الناس حیث قال: «وإنَّ عَقَدتَ بَینَکَ وَبَینَ عَدُوِّکَ أَو أَلبَستَهُ مِنکَ ذِمَّةً فَحُطَّ عَهدَکَ بِالوَفـاءِ وَارعَ ذِمَّتَکَ بِالأَمـانِةِ، وَاجعَلْ نَفسَکَ جُنَّةً دُونَ مـا أَعطَیتَ فَإِنَّهُ لَیسَ مِنْ فَرائِضِ اللهِ شَیءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَیهِ إِجتِمـاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهوائِهِم وَتَشَتُّتِ آرائِهِم مِنْ تَعظِیمِ الوَفـاءِ بِالعُهُودِ وَقَدْ لَزِمَ ذَلِکَ المُشرِکُونَ فِیمـا بَینَهُم دُونَ المُسلِمِینَ لِمَا

استَوبَلُوا مِنْ عَواقِبِ الغَدرِ»(4).

4 ـ ونقرأ فی حدیث آخر قول رسول الله(صلى الله علیه وآله): «أَقرَبُکُم غَداً مِنِّی فِی المَوقِفِ أَصدَقُکُم لِلحَدِیثِ وَأَدّاکُم لِلأَمـانَةِ وَأَوفـاکُم وَأَحسَنُکُم خُلقاً وَأَقرَبُکُم مِنَ النّاسِ»(5).

5 ـ ونقرأ فی حدیث آخر حول أهمیّة الوفاء بالعهد والعواقب الوخیمة لنقض العهد عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: «أَیُّهـا النَّاسُ إِنَّ الوَفـاءِ تَوأَمُ الصِّدقُ، وَلا أَعَلَمُ جُنَّةً أَوفى مِنهُ وَمـا یَغدِرُ مَنْ عَلِمَ کَیفَ المَرجَعُ، وَلَقَد أَصبحنـا فِی زَمـان أَتَّخَذَ أَکثَرَ أَهلِهِ الغَدرَ کَیساً، وَنَسَبَتهُم أَهلُ الجَهلِ فِیهِ إِلى حُسنِ الحِیلَةِ، مـا لَهُم قـاتَلَهُم اللهُ قَد یَرَى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحَیلَةِ وَدُونَهـا مـانِعٌ مِنْ أَمرِ اللهِ وَنَهیهِ»(6).

فهنا نجد أنّ الإمام(علیه السلام) یشکو من تغیّر الحال فی عصره وزمانه وکیف أنّ الناس یرون فی المنکر والحیلة ونقض العهود من کمال العقل والتدبیر ویعتبرون التقوى والصدق والوفاء بالعهد نوع من الضعف وکما یقول الشاعر:

 غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ واتّسعتْ *** مسـافَةُ الخُلفِ بَینَ القَولِ وَالعَملِ

ونجد فی عصرنا الحاضر أنّ الوفاء بالعهد قلیل جدّاً، بل نادر حیث یسود نقض العهود فی ما یتعلق بالروابط بین الأفراد والمجتمعات البشریة وأنّ الفاصلة بین القول والعمل کبیرة جدّاً.

6 ـ ونقرأ فی حدیث آخر عن الإمام الباقر(علیه السلام) قوله: «ثَلاثٌ لَم یَجعَلِ اللهُ عَزَّوَجَلَّ لاَِحَِد فِیهِنَّ رَخصَةً أَداءِ الأَمـانِةِ إِلَى البَرِّ وَالفـاجِرِ، وَالوَفـاءِ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفـاجِرِ، وَبِرُّ الوالِدینِ برِّینَ کـانا أَو فـاجِرینِ»(7).

وجاء نفس هذا المضمون فی روایة اُخرى عن الإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً(8).


وهذا الحدیث یدلّ بوضوح على أنّ قانون الوفاء بالعهد وأداء الأمانة والإحسان إلى الوالدین لا یقبل الاستثناء أبداً.

7 ـ وجاء فی حدیث آخر عن الإمام(علیه السلام) یُشبّه العهد بالطوق المحیط برقبة الإنسان ویقول: «إنَّ العُهُودَ قَلائِدُ فِی الأعنَـاقِ إِلى یَومِ القِیـامَةِ فَمَنْ وَصَلَها وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ نَقضَهـا خَذَلَهُ اللهُ»(9).

8 ـ وجاء فی حدیث آخر أنّ شخصاً سأل الإمام علی بن الحسین زین العابدین(علیه السلام)قال: «أَخبِرنِی بِجَمِیعِ شَرایعِ الدِّینِ»

قال الإمام فی جوابه: «قَولُ الحِقِّ وَالحُکمِ بِالعَدلِ وَالوَفـاءِ بِالعَهدِ»(10).

9 ـ وورد فی حدیث مختصر وعمیق المحتوى عن أمیر المؤمنین أنّه قال: «أَشَرَفُ الخَلائِقِ الَوفـاءِ»(11).

10 ـ ونختم هذا البحث بحدیث مهم آخر عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) (رغم وجود أحادیث کثیرة فی هذا الباب) حیث قال: «إِذا نقَضَوا العَهدَ سَلَّطَ اللهُ عَلَیهِم عَدُوِّهِم»(12).

وهنا نرى حقائق مهمّة فیما ورد من الروایات الشریفة أعلاه عن أهمیّة الوفاء بالعهد ومعطیاته الکثیرة وآثاره العمیقة فی حیاة الإنسان الفردیّة والاجتماعیة بحیث أنّ الوفاء بالعهد یعدّ (أساس الدین) و(علامة الیقین) و(سبب القرب من رسول الله(صلى الله علیه وآله) یوم القیامة) و(الدرع الحصینة مقابل الحوادث الاجتماعیة)، مضافاً إ لى الروایات الإسلامیة التی تصّرح بأنّ الوفاء بالعهد هو قانون إلهی شامل للمسلم والکافر، وأنّ الوفاء بالعهد (علّة الفلاح والنصر والعزّة) وأنّ نقض العهد سبب فی (الحرمان من الألطاف الإلهیة).

 


1. بحار الانوار، ج69، ص198، ح26.
2. غرر الحکم.
3. المصدر السابق.
4. نهج البلاغة، الرسالة 53.
5. بحار الانوار، ج74، ص150، ح82; تاریخ الیعقوبی، ج2، ص92.
6. نهج البلاغة، الخطبة 41.
7. اصول الکافی، ج2، ص162، ح15.
8. الخصال، ص140، ح118.
9. غرر الحکم.
10. سفینة البحار، مادة العهد.
11. غرر الحکم.
12. بحار الانوار، ج97، ص46، ح

 

تفسیر وإستنتاج1 ـ المعطیات الفردیة والاجتماعیة للوفاء بالعهد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma