کان من المفروض أن نبحث الصدق والکذب فی فصل واحد للملازمة الشدیدة بینهما، ولأنّ أحدهما لا یعرف بدون الآخر، ولکن بما أنّ هذه المسألة وردت فی الآیات والروایات الشریفة وکلمات علماء الأخلاق بصورة منفصلة رأینا أنّ من الأفضل التفکیک بینهما لنؤدی المطلب حقّه من البحث والتفصیل.

أجل فإنّ المفاهیم الإسلامیة تؤکّد کثیراً على مسألة محاربة الکذب والدجل إلى درجة أنّ الکاذبین فی النصوص الدینیة فی عداد الکفّار والملحدین وأنّ الکذب هو مفتاح جمیع الذنوب کما ورد التصریح بذلک فی الروایات الشریفة، بل إنّ الإنسان ما لم یترک الکذب بشتى أنواعه وأقسامه لن یذوق طعم الإیمان أبداً.

ونکتفی بهذه الإشارة إلى آثار الکذب وأخطاره لنعود إلى القرآن الکریم ونستوحی من آیاته ما یتعلّق بهذا المفهوم والصفة الأخلاقیة الذمیمة:

1 ـ (إِنَّمَا یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِآیَاتِ اللهِ وَأُوْلَئِکَ هُمْ الْکَاذِبُونَ)(1).

2 ـ (إِنَّ اللهَ لاَ یَهْدِی مَنْ هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ)(2).

3 ـ (إِنَّ اللهَ لاَ یَهْدِی مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ کَذَّابٌ)(3).

4 ـ (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَى یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا کَانُوا یَکْذِبُونَ)(4).

5 ـ (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ بِمَا کَانُوا یَکْذِبُونَ)(5).

وفی مسألة التکذیب الإلهی الذی هو أیضاً نوع من الکذب، وردت تعابیر مهمّة فی القرآن الکریم، منها:

6 ـ (قُلْ إِنَّ الَّذِینَ یَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْکَذِبَ لاَ یُفْلِحُونَ)(6).

7 ـ (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْکَاذِبِینَ)(7).

1. سورة النحل، الآیة 105.

2. سورة الزمر، الآیة 3.
3. سورة غافر، الآیة 28.
4. سورة التوبة، الآیة 77.
5. سورة البقرة، الآیة 10.
6. سورة یونس، الآیة 69.
7. سورة آل عمران، الآیة 61.