طرق الوقایة والعلاج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
دوافع الأمانة والخیانةالأمانة والخیانة فی بیت المال

إنّ تعمیق روح الأمانة فی أفراد المجتمع والوقایة من الخیانة لا یتسنى إلاّ فی ظل التقوى والإیمان والالتزام الدینی والأخلاقی، لأنّه کما تقدّم فی الأبحاث السابقة أنّ أحد جذور الخیانة هو الشرک وعدم الاعتقاد الکامل بقدرة الله تعالى ورازقیته، ولهذا فالأشخاص الذین یعیشون ضعف الإیمان ویتصوّرون أنّهم سوف یعیشون الفقر فی حالة تحلّیهم بالأمانة والصدق وأنّهم سوف لا یحصلون على ما یحتاجونه إلاّ بواسطة الخیانة یکبلون أنفسهم بطوق الخیانة، ولکن عندما یتحرّکون من موقع تقویة دعائم الإیمان فی قلوبهم وتعمیق حالة التوکّل والاعتماد على الله تعالى والثقة بوعده، فانّ ذلک یتسبب فی تصحیح مسارهم فی عملیة الوصول وتحصیل مواهب الحیاة.

ومن جهة اُخرى فبما أنّ أحد العوامل المهمّة للخیانة هی الحاجة فاذن لابدّ للإنسان من تدبیر حاجاته وحاجات من یلوذ به المعقولة والمشروعة بصورة حسنة لئلاّ یضطرّ إلى کسر قیود الأمانة والتلّوث بالخیانة بدافع من حاجاته المادیة والنفسانیة.

ومن جهة ثالثة فانّ من الأسباب والعوامل المهمّة فی الوقایة من التورط بالخیانة هو التفکّر فی عواقبها الوخیمة فی الدنیا والآخرة وما یترتب علیها من فضیحة وحرمان وزوال الثقة وماء الوجه أمام الخلق والخالق وبالتالی الابتلاء بالفقر المزمن الذی سعى إلى الفرار منه بارتکاب الخیانة، ومن المعلوم أنّ التأمل فی هذه النتائج والافرازات السلبیة لسلوک طریق الخیانة سوف یضعف الدافع فی الإنسان لارتکابها.

عندما یتأمل الشخص نصیحة لقمان لابنه على مستوى بیان معطیات الأمانة حیث یقول: «یـا بُنَیَّ أَدِّ الأَمـانَةَ تَسلُمُ لَکَ الدُّنیـا وَآخِرَتُکَ وَکُنْ أَمِیناً تَکُن غَنِیّاً»(1).

فعندها یعیش الشوق فی وجوده نحو تحصیل هذه الفضیلة الأخلاقیة أی الأمانة ویجتنب التحرّک فی خط الخیانة، ولو تأملنا کذلک کلام أمیر المؤمنین(علیه السلام)حیث یقول:

«رَأسُ الکُفِر الخِیانَةُ»(2).

ویقول فی مکان آخر: «رَأسُ النِّفاقِ الخِیانَةُ»(3).

ویقول أیضاً فی حدیث آخر: «جـانِبِ الخِیانَةَ فَإنَّهـا مُجـانِبَةِ الإِسلامِ»(4)

فعندها یسیطر علیه الخوف من الخیانة ویدرک عظمة هذا الذنب الکبیر الذی یساوق فی إثمه وابتعاده عن الله تعالى والإسلام الکفر والنفاق، وحینئذ سیتحرّک بعیداً عن ممارسة الخیانة أوالتفکیر بها.

وإذا أردنا أن نتعمّق فی خطر الخیانة وشؤمها فلنستمع إلى الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)فی حدیثه المثیر عن بعض عناصر الشر وعوامل الانحراف حیث یقول: «أَربَعٌ لا تَدخُلِ بَیتاً وِاحُدَة مِنهُنَّ إلاّ خَرَبَ وَلَم یَعمُرْ بِالبَرَکَةِ الخِیانَةِ والسَّرقَةُ وَشُربُ الخَمرِ والزِّنـا»(5).

ومن المعلوم أنّ المجتمع الذی یعیش أحد هذه العناصر الأربعة أو کلّها فانّه یکون مصداقاً لهذا الحکم النبوی وسوف یخلو من البرکة وبالتالی یصیبه الدمار والاندثار.

ومن الملفت للنظر أنّه کما أنّ الشخص الأمین یجب أن لا یخون الأمانة، فکذلک المودع للأمانة وصاحب المال یجب أن یکون ذکیّاً ولا یودع أمانته عند أی شخص کان، فإذا وضع أمانته تحت تصرّف شخص سیء السمعة ثمّ خانه هذا الشخص فعلیه أن یلوم نفسه کما ورد فی الحدیث الشریف عن النبی الأکرم أنّه قال: «من أئتمن غیر أمین فلیس له على الله ضمان لأنّه قد نهاه أن یأتمنه».

ویقول الإمام الباقر(علیه السلام): «من إتمن غیر مؤتمن فلا حجه له على الله».

وعلی هذا الأساس یجب على جمیع الإداریین وأصحاب المسؤولیّات فی المجتمع الإسلامی أن یکونوا على درجة من الذکاء والحنکة ولا یضعوا اُمور الناس والمناصب الحسّاسة فی الحکومة والتی هی أهم أمانة إلهیّة بیدهم عند الأشخاص الذین یشم منهم رائحة الخیانة، فإنّه عند ذلک سوف یفسد دینهم ودنیاهم ویکونون مسؤولین أمام الله تعالى.

 


1. میزان الحکمة، ج1، ص215.
2. غرر الحکم.
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق.
5. بحار الانوار، ج76، ص125.

 

دوافع الأمانة والخیانةالأمانة والخیانة فی بیت المال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma