الشکر قناة موصلة للنعم الإلهیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
أسباب ودوافع الکفران وطرق علاجهفلسفة الشکر

النقطة المقابلة للکفران، هی شکر الإله، ومفهومها تقدیر النعم بالقلب واللسان والعمل، أمّا التی بالقلب فهی معرفة الخالق والتسلیم إلیه والرضا بعطائه وذکر الاُمور التی تبیّن تقدیر وشکر الخالق من قبل المخلوق فی مقابل نعمه تبارک وتعالى، أمّا من الناحیة العملیة فهو وضع النعم والمواهب الإلهیة فی المکان اللائق والذی خلقها الله تعالى لأجله.

یقول الراغب فی المفردات: الشکر هو بمعنى التصور للنعمة واظهارها، وقال البعض أن الکلمة فی الأصل کانت «کشر» بمعنى الإظهار والابراز (والدابة الشکورة) تطلق على الحیوان الذی یواظب ویهتم بالزرع والماء وتسمن یوماً بعد یوم، و«العین الشکراء» بمعنى العین الملیئة بالماء ولذلک فإنّ الشکر بمعنى امتلاء وجود الإنسان من ذکر المنعم للنعم.

والشکر على نوعین: شکر تکوینی وشکر تشریعی، الشکر التکوینی هو شکر المخلوق للمواهب والنعم التی بحوزته وتحت تسلطه، لتنمو کالشجر والورد والثمرة تکون تحت إشراف الفلاّح الخبیر الذی یعرف کیف تثمر الثمار الجیدة، والکفران هو عدم ظهور أثر للمحافظة والمراقبة فیها من قبل الفلاّح.

لذلک فإنّ الذی یستعمل النعم الإلهیة فی طریق العصیان فقد کفرها تکوینیّاً.

الشکر التشریعی هو أن یقوم الإنسان بشکر الخالق بالقلب واللسان.

وذکرنا سابقاً أنّ الإنسان لا یستطیع أن یؤدّی شکر الخالق ونعمه، لأنّ نفس هذا التوفیق للشکر هو نعمة منه تعالى وهو نفسه یحتاج لشکر آخر، ولذلک جاء فی روایاتنا الإسلامیة أنّ أفضل شکر الإنسان هو أظهار العجز عن شکر الله فی مقابل نعمه والمعذرة عن ذلک التقصیر، لأنّه لا یستطیع أحد أن یؤدّی ما یستحقه الباری تعالى.

وذکرنا سابقاً الکثیر من مطالب الشکر وما یقابلها من الکفران، ولتکمیل هذا البحث نذکر بعض من الآیات والروایات عن المعصومین(علیهم السلام)، ونکتفی بهذا القدر منها:

(وَمِنْ آیَاتِهِ الْجَوَارِی فِی الْبَحْرِ کَالاَْعْلاَمِ * إِنْ یَشَأْ یُسْکِنِ الرِّیحَ فَیَظْلَلْنَ رَوَاکِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِی ذَلِکَ لاَیَات لِکُلِّ صَبَّار شَکُور)(1).

وشبیه لهذا التعبیر جاء فی آیات اُخرى.

ومرّة یشیر إلى العین والسمع والعقل فإنّها أهمّ وسیلة للمعرفة الإنسانیة فیقول:

وأمّا القرآن الکریم فقد جعل الصبر والشکر أحدهما قرین للآخر وهما وسیلتان لتفتح العلم والإیمان فی قلب الإنسان فقال:

(وَجَعَلَ لَکُمْ السَّمْعَ وَالاَْبْصَارَ وَالاَْفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)(2).

فالقرآن الکریم أشار فی موارد عدیدة لوجود هذه الفضیلة (فضیلة الشکر عند الأنبیاء العظام)، وأمرهم بالشکر(3) ومرّة یخاطب آل داوود:

(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِنْ عِبَادِی الشَّکُورُ)(4).

ویقول فی مکان آخر أنّ شرط رضا الباری تعالى هو الشکر: (إِنْ تَکْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِىٌّ عَنْکُمْ وَلاَ یَرْضَى لِعِبَادِهِ الْکُفْرَ وَإِنْ تَشْکُرُوا یَرْضَهُ لَکُمْ)(5).

الآیات حول الشکر فی القرآن الکریم کثیرة وتصل إلى حوالی الـ 70 آیة، والجدیر بالذکر أنّ صفة الشکور نسبت لله تعالى فی سورة النساء الآیة 147:

(مَا یَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِکُمْ إِنْ شَکَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَکَانَ اللهُ شَاکِراً عَلِیماً).

مفهوم الآیة یبیّن أنّ الشکر إذا صدر بصورة ومعنى حقیقی فإنّ العذاب الإلهی سیرتفع بالکامل، علاوة على أنّ صفة الشکور نسبت لله تعالى، فإنّ الشکر هو من الصفات المشترکة مع الباری تعالى، والفرق أن الإنسان بوضع النعمة فی موضعها السلیم یکون قد أدّى شکرها، وفی المقابل یکون شکر الباری تعالى بزیادة المواهب لعباده.

وجاء فی بعض الآیات القرآنیة أن التوجه والانتباه للنعم الإلهیة هو السبب فی حثّ الإنسان على الشکر ویکون هو الرادع عن الذنوب، ونقرأ فی سورة الأعراف فی خطابه للاقوام السابقة، الآیة 74: (فَاذْکُرُوا آلاَءَ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِی الاَْرْضِ مُفْسِدِینَ).

وفی الآیة 69 من نفس السورة یقول: (فَاذْکُرُوا آلاَءَ اللهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ).

وهذا التعبیر صریح بأن الشکر یکون سبباً للفلاح.

خلاصة القول، أنّ أساس کل سعادة وبرکة إلهیة هو الشکر، لأنّه یقرّب الإنسان یوماً بعد یوم من الله تعالى، ویحکم أواصر المحبّة بین العباد وخالقهم، وهو طریق التقوى والفلاح.

 

 


1. سورة الشورى، الآیة 32 و 33.
2. سورة النحل، الآیة 78.
3. راجع الآیات، النحل، 212; الاسراء، 3; لقمان، 12; سبأ، 13.
4. سورة سبأ، الآیة 13.
5. سورة الزمر، الآیة 7.

 

أسباب ودوافع الکفران وطرق علاجهفلسفة الشکر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma