علامات حبّ الجاه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
الرئاسة بالحق والرئاسة بالباطلأسباب ومقاصد حبّ الجاه

یمکن معرفة الأفراد الذین یحبون الجاه والمقام عن طریق حرکاتهم وکلماتهم وسلوکهم، فکل ما یفعلوه من خیر یرغبون فی اظهاره والإعلان عنه، حتى تکون لهم المنزلة والمقام عند الناس.

وعلى هذا فالذین یحبّون الجاه یتحرّکون فی سلوکهم الأخلاقی نحو الریاء غالباً، لأنّ حبّهم للجاه لا یمکن اشباعه إلاّ بالریاء، ولذلک فإنّ بعض کبار علماء الأخلاق، ادرجوا عنوان الریاء وحب الجاه سویةً فی کتبهم(1).

وکثیر من الذین یحبّون الجاه یحبّون أن یحمدوا بما لم یفعلوا وبهذا جاءت الآیة الشریفة: (یُحِبُّونَ أَن یُحمَدُوا بِمـا لَم یَفعَلُوا)(2) فهدفهم الشهرة والوجاهة والإشارة إلیه بالبنان، عن أی طریق کان، ولیس هدفهم من الوجاهة هو التحرک باتّجاه تفعیل الخیر فی المجتمع من موقع الإصلاحات الاجتماعیة، ولکن الهدف هو مدح الناس وخضوعهم لهم والإشارة إلیهم بالبنان کما قلنا، فهم یسعون للأعمال التی فیها الشهرة وإن کان مردودها قلیلا، ولا یسعون أبداً للأعمال التی لا تحقق لهم الوجاهة والسمعة وإن کانت تلک الأعمال تعود بالنفع الکثیر للمجتمع.

محبو الجاه یتوقعون أن یُمدحوا دائماً، ولا یرغبون بالنقد والتأنیب وینتظرون الاحترام من الجمیع فی المجالس وغیرها ولا یحبون أن یجلس أحد فی مکان أعلى منهم، أو یقاطعهم فی أثناء کلامهم ویجب أن یکون کلامهم هو الکلام الأول والأخیر، ومن قدّم إلیهم صنوف المدح وآیات الاحترام والتبجیل فهو إنسان شریف ویعترف بالجمیل، ومن لم یکن کذلک فهو لئیم وناکر للجمیل، ولذلک فإن مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما یکونون منبوذین ومکروهین، ورجوع بعض المحتاجین إلیهم هو من باب الإجبار وعدم الحیلة.

مثل هؤلاء الأفراد یعرفون بسرعة، وجاء فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنَّ شِرارَکُم مَن أَحبَّ أن یُوطّأ عَقِبَهُ»(3).

ونقرأ فی حدیث آخر عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله): «مَنْ أَحبَّ أن یُمثّل لَهُ الرِّجـالُ فَلیَتَبَوءَ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ»(4).

ومن العلامات الاُخرى لهم، أنّهم یعیشون فی حالة الوهم والشخصیة الخیالیة الضاربة فی أحلام الیقظة، فما لا یحصلونه فی عالم الواقع من المنزلة والجاه والاحترام یجدونه حاضراً فی عالم الوهم والخیال.

 


1. المحجة البیضاء، ج 6، ص 106 وما بعدها حیث بحثت المسألة بما یقارب المائة صفحة.
2. سورة آل عمران، الآیة 188.
3. اصول الکافی، ج 2، ص 299، ح 8.
4. مکارم الأخلاق، ج 1، ص 26.

 

الرئاسة بالحق والرئاسة بالباطلأسباب ومقاصد حبّ الجاه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma