مقدمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تنویه

فی هذا الوقت الذی أکتب فیه هذه المقدمة، یدور الحدیث فی الأوساط العالمیة عن العملیات الإرهابیة التی وقعت فی أمریکا وأضرارها على ذلک البلد وعلى جمیع العالم، ثم الحدیث عن الحملات الانتقامیة التی تزمع أمریکا القیام بها ضد أفغانستان ومناطق اُخرى.

الجمیع یتحدث عن الآثار السیاسیة والاقتصادیة المترتبة على هذه العملیات الإرهابیة المدمّرة على المدى القصیر والبعید، ولکن قلّما نجد من یتحدث عن المعطیات الأخلاقیة لهذه الحادثة الفریدة.

واحدى هذه المعطیات هو أنّ أکبر قدرة عالمیة یمکنها أن تکون الأضعف بین دول العالم بحیث ینهار رمز عظمتها وشموخها فجأة بواسطة هجوم عدّة أشخاص.

والمعطى الآخر یشیر إلى عدم إمکان الاعتماد على شیء فی هذا العالم، حیث یمکن أن تتبدل جمیع الحسابات والمعادلات بواسطة حادثة ارهابیة قام بها أشخاص معدودون بحیث أذلّت رقاب المقتدرین وفضحت إدعاءات المستکبرین ودوّخت أذهان المدبّرین واستغفلت عقول الحاکمین بحیث لم ینتبهوا إلاّ بعد أن انتهى کل شیء.

والآخر، أنّ الإنسان المعاصر وبسبب ضعف دعائم الأخلاق الفردیة والاجتماعیة یدفع ثمناً باهضاً فی حرکة الحیاة ویرى کل شیء فی خطر المحق والانهیار.

عندما ینهار قصر «العدالة» البهیج وتحل محلّه اطلال الظلم والجور، وافرازات الأنانیة وحبّ الجاه والسلطة لقوى الانحراف ویصل النصل إلى العظم لدى المحرومین والمعدمین ویعیشون الاختناق فی هذه الظروف العصیبة.

وعندما لا تسمح حالات الغرور والتکبر بإدراک الحقائق الموجودة على أرض الواقع من موقع الوضوح فی الرؤیة بحیث یعجز الإنسان عن إدراک ما یجری حوله من تفاصیل

الحیاة، فانّ مثل هذه الحوادث لا تکون خارج اطار التوقع، الحوادث التی أحدثت اهتزازاً فی صرح قوى الاستکبار والظلم وجعلتهم یعیشون التخبّط والتشنّج لأیّام وشهور عدیدة.

ألم یحن الوقت الذی ینکشف لنا أنّ العالم المادی قد وصل إلى طریق مسدود، ولابدّ له من العودة إلى أجواء المعنویات والأخلاق الإنسانیة لیتسنى لها تجمید عناصر الارهاب من جهة، واشاعة أجواء الحب والودّ والصفاء من جهة اُخرى.

إنّ التغافل عن الواقعیات لا یؤدّی إلى زوالها، فما دامت أشکال الظلم والجور والعدوان والأنانیة موجودة فی العالم، فلابدّ أن نتوقع حدوث مثل هذه الوقائع بل أشدّ منها.

إنّ الحدیث فی هذا المجال واسع وکثیر التفاصیل والتحالیل لا یسعنا استعراضها فی هذه المقدمة القصیرة، والغرض هو الإشارة فقط إلى هذه المسألة لنعیش الیقظة، ولنعلم جمیعاً أنّ إصلاح الوضع الخطیر فی العالم المعاصر لا یجدی فیه القیام بعملیات انتقامیة حیث تؤدّی إلى إلقاء الزیت على النار وتفضی إلى زیادة الهجمات الإرهابیة، ولإلقاء اللائمة على هذا وذاک.

لابدّ أن یتحمل الجمیع مسؤولیتهم ویتحرکوا من موقع الإذعان لمبادیء الأخلاق الإنسانیة ولزوم تجسیدها فی حیاة الفرد والمجتمع لنیل الحیاة السعیدة والمفعمة بالأمن والتقدم.

—–

ومن هنا نمدّ أیدینا إلى الباری تعالى ونبتهل إلیه ونشکره لتوفیقه لإتمام الجزء الثالث والأخیر لکتاب «الأخلاق فی القرآن» حیث یمکننا أن نخاطب البشریة من هذا الموقع ونقول:

* هذه هی أخلاقنا الإسلامیة!

* هذه هی طریقة حیاتنا ومعالم مسیرتنا!

* هذا هو دستور النجاة من الأزمات والمشاکل!

قم / الحوزة العلمیة

ناصر مکارم الشیرازی

1380 هـ ش

تنویه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma