5- الربا والأزمات الاقتصادیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
4- تناقض الربا مع الأواصر العاطفیة جواب على إشکال مهم

«إنّ تقسیم الربا إلى نوعین «عادل» و«غیر عادل» مؤامرة خطیرة ابتدعها بعض المرابین لتمریر مخططاتهم الخبیثة وإدامتها».

لقد قلنا أنّ الاقتصاد فی المجتمع کالدم فی الجسد، والاقتصاد السلیم کالدم السلیم، والاقتصاد المریض کالدم الفاسد الذی یلوث جمیع أجزاء البدن.

و على الرغم من أنّ الدم لا یشکل کل وجود الإنسان، إلاّ أنّه رکن مهم فی حیاتنا ووجودنا، وکما أنّ التغییرات الصحیة التی تطالنا تنعکس على الدم الموجود فینا، بحیث یمکن تشخیصها من خلال معدل ضغط الدم وغیر ذلک، فإنّ التغییرات التی یشهدها المجتمع فی سلامته ومرضه یمکن حسابها من خلال الوضع الاقتصادی لذلک المجتمع ومن جهات عدیدة!

و هنا تکمن أهمیّة تحریم الربا، لأنّ الربا فی الحقیقة یصیب المجتمع بسرطان اقتصادی یشبه السرطان الذی یتعرّض له الدم.

و الخطر الآخر الذی یحمله الربا لاقتصاد المجتمع ویعتبر أحد فلسفات تحریم الربا إرتباطه بظهور الأزمات الاقتصادیة.

یقول محمد أبو زهرة (أستاذ فی جامعة القاهرة) فی رسالته التی دوّنها فی هذا المجال:

لقد ظهرت أزمة عظیمة فی الاقتصاد العالمی فی السنوات 1931 إلى 1939 دلّت البحوث والتحقیقات التی أجراها العلماء بشأنها على أنّ الربا هو العامل الأساسی لظهور هذه الأزمة.

ذلک أنّ الشرکات المختلفة کانت تقترض أموالا طائلة من البنوک الربویة وتلا ذلک إزدیاد عرض البضائع عن الحد المعقول، وقلّة نسبة الطلب على هذه البضائع، الأمر الذی أدّى إلى بطالة عجیبة شملت کل القطاعات، وقد أمر روزفلت رئیس الولایات المتحدة آنذاک بطبع أوراق نقدیة بدون غطاء لمواجهة هذه الأوضاع، وبدأ ما یصطلح علیه بتغذیة السوق بالأموال بهذه الطریقة.

و قد أعطیت هذه الأموال التی یجب أن یُطلق علیها «أموال مصطنعة» إلى الشرکات لکی تتمکن من تسدید دیونها، وهذا العمل أدّى إلى التضخم وارتفاع الأسعار بشکل فاحش.(1)

و الحال أنّه إذا لم تکن مسألة القروض الربویة مطروحة لم تتسابق البنوک الربویة لاعطاء القروض والاعتبارات، ولم یُصب النظام النقدی بمثل هذه الأزمة ولم یضطرب نظام العرض والطلب هذا الاضطراب.

إنّ الاقتصاد السلیم یجب أن یبنى على أساس سیادة «العمل» ولیس «رأس المال». فالعمل لا بدّ أن یکون هو الحاکم فی الصناعة والزراعة وتربیة الماشیة والتجارة السلیمة، بینما الشیء الوحید المغیب الذی لا وجود له فی النظام الربوی هو تحکم العمل، لأنّ الکسب والفوائد تدور فقط حول محور إحتکار رؤوس الأموال والاستفادة من مرور الزمان.

و من المناسب أن نذکر حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) عندما جاءه شخص وقال: أعرف شخصاً یأکل الربا ویسمیه «لبا»!

فقال الإمام(علیه السلام): «لئن أمکننی الله لأضربن عنقه».

و اللبا هو أول اللبن الذی یخرج من الإنسان أو الحیوان، وله فوائد

حیاتیة کثیرة، ومن المعروف أنّ الولید إذا لم یتناول شیئاً منه عرضت حیاته للخطر، وقد تکون هذه الفائدة هی السبب فی اعتبار الفقه الإسلامی إعطاء هذا اللبن للولید من الواجبات.

إنّ مثل هذا الشخص الذی یأکل الربا، ولا یدور فی خلده أی إحساس بالذنب بل یعتبره حلالا ومباحاً ورزقاً طیباً مثل «حلیب اللبا» فانّه عامل من عوامل فساد المجتمع وانتشار البؤس بین الطبقات المستضعفة.


1. الإسلام والمشکلات الاقتصادیة.

 

4- تناقض الربا مع الأواصر العاطفیة جواب على إشکال مهم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma