4- تناقض الربا مع الأواصر العاطفیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
3- الربا هو العدو الأکبر للقیم الأخلاقیة5- الربا والأزمات الاقتصادیة

لماذا کان الشعب غالباً ما یهاجم «البنوک» و«دور السینما» أثناء الثورة؟

إن المجتمع الذی تدور أنشطته حول محور الربا سیفقد أمنه الاجتماعی.

لقد شاهدنا أبناء الشعب الایرانی المسلم إبان الثورة الإسلامیة العظیمة یهاجمون البنوک ودور السینما أکثر من أی شیء آخر، فیکسر بعضها ویحرق الآخر، ولکن هل فکرتم فی السبب الکامن وراء ذلک؟

لماذا لم یهاجم المستشفیات والمستوصفات ودوائر إسالة الماء ودوائر إطفاء الحریق وأمثال ذلک ولم یعمد إلى تخریبها؟

لو دققنا جیداً أمکننا التوصل إلى الدافع الأصلی لهذه المسألة.

إنّ هذین المرکزین (البنک والسینما) قد ملئا قلب الأمّة دماً وآلاماً، فقد کان یتجمع عدد من المرابین لیؤسسوا بنکاً ربویاً، ثم یبدأون بامتصاص دماء الآخرین باسم إعطاء القروض والاعتبارات ویحصلون من جرّاء ذلک على أموال طائلة، فتصاب الاُمّة بالفقر الفقر والبؤس.

و لهذا السبب عندما فسح المجال للشعب اتجهوا إلى هذه المراکز دون وعی منهم لتخریبها أی تدمیر مراکز کسرت قلوبهم وخرّبت دیارهم!

و من البدیهی أنّ تعامل الشعب مع هذه المراکز قد تغیّر عندما جاء الیوم الذی تغیّرت فیه مسیرة هذه البنوک.

و أمّا بالنسبة لدور السینما فقد کان الشعب یرى ما تعرضه من أفلام مبتذلة، ممّا کان یطعن أخلاق وشرف وناموس هؤلاء بالصمیم، ویجرّ شبابهم نحو الانحراف، ولهذا السبب (و قد یکون فی اللاوعی) أقدموا على اشعال النار فی هذه المراکز!

و استناداً لهذه المقدمة القصیرة نعود إلى أصل الحدیث، ونرى الآثار التی یخلّفها الربا فی المجتمع عاطفیاً وأخلاقیاً.

إنّ المستلمین للقروض الربویة ینقسمون إلى مجموعتین:

الأولى: هم أولئک الذین یستلمون القروض الربویة لتأمین حاجاتهم المعیشیة.

الثانیة: أولئک الذین یریدون استثمار الأموال وممارسة النشاطات الاقتصادیة.

ففی الحالة الأولى تطالعک صورة إنسان منکوب بلغ به السیل الزبى لیضطر للاقتراض لمعالجة ابنه الذی یعانی من مرض عضال، أو لتهیئة جهاز زواج ابنه أو لتغطیة نفقات دراسته أو غیر ذلک، وفی المقابل نجد المرابی القاسی ومنهمک بحساب حتى الریال الواحد من الفائدة المترتبة على القروض، وفی تلک اللحظة الأولى للقرض یقلّل من المبلغ!! ویجعل فیشکل المقترض المسکین یحین موعد کل قسط ویأخذ بالجری هنا وهناک لتدبیر مبلغ القسط، ویقف المرابی جانباً یتفرج على الفوائد وهی تترى على

صندوقه فیبتسم ابتسامة الثمل!

و قد یضطر المقترض البائس إلى بیع حلی زوجته وسجاد منزله لتسدید دیون المرابین الذین یزدادون ثراءً وتزداد رقابهم غلظة یوماً بعد یوم.

هل من الممکن إیجاد علاقة صداقة بین هذا المرابی وذلک المقترض؟!

هل هناک شیء غیر الحقد الذی یملأ قلب المقترض المسکین الذی یرزح تحت الظلم والضغط المادی تجاه ذلک المرابی لم یستشعر قلبه الرحمة، ویفکر بالیوم الذی یتمکن فیه من الانتقام منه!

إنّ المجتمع الذی حاک خیوط نسیجه الاجتماعی من هاتین الفئتین لا یمکنه أن یکون مجتمعاً آمناً أبداً.

أمّا المجموعة الأخرى التی لم تأخذ القرض لرفع الضرورات المعاشیة وإنّما من أجل الحصول على وسائل إنتاج أو رأس مال للکسب والعمل، أملا بتحقیق ربح من خلال النشاطات الإنتاجیة التی یقومون بها فیستطیعون تسدید أقساط المرابین وکذلک تأمین حاجاتهم فی نفس الوقت.

ولکن هل فکرتم أنّ هذا الأمر لا یکون کذلک دائماً، فقد تتربص بالمقترض بعض الاضرار فی أغلب الأحوال، أو لا یستفید أکثر ممّا یسدده للمرابی أو یستفید شیئاً یسیراً على الأقل، ففی الحالة الأولى علیه أن یعرض ما یملکه للبیع لیسدد أقساط المرابی على موعدها کی لا یشمله الربا المضاعف ولا یتعرّض لغرامة تأخیر الدفع، أو أن یشق طریقه نحو السجن، أمّا فی الحالة الثانیة فانّه یرى أنّ فائدة الجهود التی یبذلها تذهب إلى الآخرین!

 

فهل من الممکن طرو علاقة عاطفیة بین هاتین المجموعتین؟ ألا ینتج عن ذلک تعمّق جذور العداوة والبغضاء والحقد بینهما واستفحالها؟ ألن یکون هذا الأمر عاملا من عوامل الانهیارات الاجتماعیة؟

و على هذا الأساس فلا بدّ من الاعتقاد أنّ الربا یعمل على قطع وتمزیق الأواصر العاطفیة فی المجتمع ویزیل الأسس الأخلاقیة، ویسعّر نار الفتنة والعداء.

و على العکس من ذلک نجد القرضة الحسنة (القرض بدون فائدة) التی لا دافع لها سوى المعونة الإنسانیة والتی تنطلق دائماً من منطلق إنسانی وتقویة الأواصر وحلّ العقد النفسیة والتقریب بین القلوب، والقضاء على العداوة والبغضاء.

و من الجدیر ذکره أنّ حدیثاً للإمام علی بن موسى الرضا(علیه السلام) یعتبر فیه فساد الأموال أحد أسباب تحریم الربا، فیقول:

«و علة تحریم الربا لما نهى الله عزّوجلّ عنه ولما فیه من فساد الأموال»(1)فأی شیء أسوأ من ذهاب الأمن الاقتصادی فی المجتمع وأن یدیر الناس ظهورهم للاحسان والمحبّة، ویربّون فی قلوبهم الحقد والعداء تجاه الآخرین، وکل یوم یأتی ینهار بأیدیهم میدان من میادین المجتمع ویتحول المجتمع إلى غابة موحشة وغیر آمنة.

و لهذا السبب أیضاً جاء فی الروایات التی تناولت الشؤون الاقتصادیة أنّ الکسب والعمل الحلال سُمی بـ«الرزق الطیب» وسمی الربا بـ«الرزق الخبیث».(2)

 


1. وسائل الشیعة، ج 12، ص 425.
2. المصدر السابق، ص 426.
3- الربا هو العدو الأکبر للقیم الأخلاقیة5- الربا والأزمات الاقتصادیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma