إنّ الخطوة الأولى هی مکافحة الربا بجمیع أشکاله.
ما دامت البنوک الربویة موجودة فی البلدان الإسلامیة، لا یمکننا الادعاء أن نظامنا الاقتصادی اسلامی، ولا ثوری!
هناک حقیقة مسلمة حتى لطلاب الابتدائیة هی أنّ مارد الثروة إذا أطلق له العنان فی المجتمعات الإنسانیة دون أی ضابطة أو رقابة فانّه سیبتلع کل شیء بما فی ذلک الثروة نفسها!
فکیف یرتجى الأمن والطمأنینة فی مجتمع فیه أقلیة مرضها تخمتها وقلقها إزدیاد ثروتها، وأکثریة تعانی من الجوع والفقر، فهذا هو «الإلقاء فی التهلکة» الذی أخبر به القرآن الکریم، والذی یتحقق بعد ترک الانفاق، والحدیث فی هذا الشأن کثیر فی المصادر الإسلامیة.
غیر أنّ هناک سؤالا یتبادر إلى الأذهان هو: ما هی الطرق العملیة التی یقترحها الإسلام لتحدید وترشید الثروة، دون اللجوء إلى الاتجاهات الشرقیة أو الغربیة ودون أن نفقد أصالة الإسلام التوحیدیة؟
قلنا إنّ دراسة للفقه الإسلامی تدلّ على أنّ الإسلام قد وضع مجموعة متقنة ومترابطة من الأحکام والقوانین من أجل تحقیق هذا الهدف وسنقوم ببحث هذه الأحکام والقوانین فی هذا الفصل من بحثنا (المتعلق بالمحاور الأساسیة للاقتصاد فی الإسلام)، وقد أشیر إلى جزء منه سابقاً.